بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 31 مارس 2016

عدد خاص بذكرى يوم الأرض ... في ذكرى يوم الأرض... للشاعر الفلسطيني باسل البزراوي.

 
عدد خاص بذكرى يوم الأرض
 
في ذكرى يوم الأرض...

للشاعر الفلسطيني باسل البزراوي.
 

يا شعرُ امضٍِ إلى الزمانِ الأوّلِ
واكتبْ سِجلَّ الخالدينَ وسَجِّلِ
واكتبْ بوهجِ الصبحِ بيتَ قصيدةٍ
كالوردِ يستسقي مياهَ الجدولِ
واكتبْ إلى الأجيالِ مَفخَرةَ الأولى
ضاءُوا سِراجاً في الظلامِ المُسدَلِ
واكتبْ بيومِ الأرضِ نبضَةَ ثائرٍ
قد وشوَشتْ صدرَ الترابِ المثقلِ
كفّاهُ خَضَّبَتا زهورَ بلادِنا
فنَمَتْ تَتيهُ بِغيِّها المتدلِّلِ
فتفتَّحَتْ أكمامُها وتمزَّقَتْ
أشلاؤُها لَدُنِ الضِّرامِ المُعوِلِ
شربَت دماً لا بأسَ إن دماءَنا
عبَقَت شذاً في فجرِها المسترسلِ
ما زالَ يصرخُ فوقَ حقدِ قلوبِهم
اصرارُنا كالطَّودِ لم يَتقلقَلِ
كفٌّ هنا وهُناكَ وردُ خميلةٍ
وصبيَّةٌ تبدو ولم تترجَّلِ
حجَرٌ ونارٌ والرياحُ كأنّها
ليلٌ تنوءُ بها الكواكبُ مِن عَلِ
وبلادُنا سَقَتْ العدوَّ بِكأسِهِ
" فالملُّ " يحكي قصّةً لم تُنقلِ
شهداؤُنا سقطُوا وما سقطَ الثرى
بلْ كانَ حينَ الفجرِ كالمتملمِلِ
أيّامُنا ثقُلت وصارَ ظلامُها
ظُلماً , ولجّةُ حلمِنا كالحنظَلِ
ظنُّوا بلاداً ما لها أهلٌ فكانَ
الردُّ بالدمِ والصدورِ العُزَّلِ
أبني قريظةَ هل تُهوَّدُ أرضُنا
ونلوذُ بالصمتِ الحزينِ المخجِلِ
فعَلتْ ليومِ الأرضِ رايةُ شعبِنا
فوقَ السَّنا وعلى السِّماكِ الأعزلِ
تعلو وتعبِقُ فوقَ أيّامٍ تُشعشَعُ
بالدمِ القاني وعَذلِ العُذَّلِ
يومٌ أطلَّ وقدْ رَوَتْ أهدابُهُ
أحلامَ شَعبٍ في رُباهُ مُكبّلِ
فجرٌ أطلَّ وروحُ حبَّاتِ الثرى
شمَخَت كجَرمقِنا العظيمِ المعتلي
وتوحَّدَ الدَّمُ والزهورُ تنبّهتْ
في الفجرِ عُرساً للثرى المتكلِّل
وعَلتْ أغاريدُ الطيورِ وقبَّلتْ
أنسامُ يومِ الأرضِ وجهَ المجَدلِ
مجدُ الجدودِ هنا فتبدو للورى
عرَّابةُ البطُّوفِ مثلَ الِمرجلِ
وهُنا رُبى سخنينَ أشعَلها النوى
فتوهَّجَ الدَّمُ كاللّهيبِ المشعِلِ
فإذا رأيتَ الجمرَ لا مُتَوقِّداً
فالنارُ تحتَ رمادِها " المُتدمِّلِ "
فَتكلمَّتْ حتَّى الحجارةُ أنّنا
عربٌ ولم نحنِ الجِباهَ لجِحفلِ
عرب ٌ" هُنا باقونَ" أشواكاً بِحلقِ
الوغدِ نوجِعُهُ ولمّا نَرحلِ
يا " مَلُّ " يا روحاً تسامَتْ فوقَ كلِّ
وساوسِ الوهمِ المرجَّفِ تعتلي
عربيّةٌ يا "مَلُّ " كنتِ ولا تزالُ
ربوعُكِ الخضراءُ أشرفَ مَنزِلِ
عربيةٌ نقشَ الجدودُ بها هوىً
عبَقتْ نسائِمُهُ عبيرَ قُرُنفُلِ
أنتِ التي بحروفِها اشتعَلتْ بلادي
واستعادَ القلبُ نبضَ القسطلِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق