العدد4 لسنة 2016
لم لا أثور
للشاعر العراقي مصطفى السنجاري
لم لا أثور على دمي وزماني
لم يبق غير السقط في القطعانِ
قومي ارتموا في حضن كل رذيلة
هجروا مع الأعراب والعربانِ
لا كبرياء ولا كرامة تقتنى
فالمجد للإرهاب والطغيانِ
عافوا عروبتهم وراء ظهورهم
حتى غدوا عبئا على الجيرانِ
قتلٌ وغدرُ وانتهاك محارمٍ
هجروا جميع خصائل الفرسانِ
حيث القرود نزت على أعوادهم
تدعو لهدم حضارة الإنسان
قد أثقلت تلك اللحى أكتافها
وتدسّ سمَّ الحقدِ في الوجدانِ
هم في الحروب مع الغريب نعامةٌ
لكنهم أسدٌ على الإخوانِ
عادوا بنا للجاهلية ويحهم
مستهزئين بحرمةِ القرآن
ادعوا إلى سبلِ الإلهِ بحكمةٍ
مثلى وموعظةٍ وخيرِ بيانِ
لا تقتلوا النفسَ البريئةَ إنما
لسلامها يدعو فمُ الأديانِ
ليسَ انتماؤك للبياض ذريعةً
لتبيح محو بقية الألوانِ
بسوادِ عينك لا البياض بها الرؤى
لولا السوادُ لكنت في العميانِ
والماءُ لا لونٌ ورائحة له
بهما يكونُ الماءُ غيرَ مصانِ
والانتماءُ المحضُ ليس عبادةً
فلربَّ حرّ عابدُ الرحمانِ
تعساً لكل عبادة في عادةٍ
إذ هيْ عن الفحشاء لا تنهاني
إنّ العبادةَ بالخصالِ حميدة
أين العبادةُ في خصالِ الزاني
أنا مسلمٌ ملء الوجودِ بقدرِ ما
سلمَ الخلائقُ من يدي ولساني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق