العدد 4 لسنة 2016
مليكة الفراشات !
للشاعر الفلسطيني محمود الضميدي
الـعـشقُ ســمٌ والـتـجافي عـلقمُ
والـشِّعرُ فـي عـرف الأحِبَةِ بَلْسَمُ
***
بـِبـُحـورهِ تــجـدُ الـقـلوبُ مـلاذَهـا
وبـــه لــغـاتُ الـعـاشـقين تُـتَـرجَمُ
***
قـد شدّني سِحرُ الفراشات التي
تـغـدو ومــن فــوق الـزهـور تُـحَوِّمُ
***
من شُرفتي أطْلَلْتُ أرقبُ سِحْرَها
فــــاذا الـمـلـيكةُ ركـبُـهـا يـتـقـدَّمُ
***
فـاسْتَشْعَرَتْ أنـي أراقـب خَطوها
وتَــوقّـفَ الــرّكـبُ الـوثـير الـمُـنعَمُ
***
نـظراتُها انْـصبَّتْ تـفتِّشُ شـرفتي
فَـيـُصـدُّها ذاك الــعـزولُ الـمُـعْـتِمُ
***
بـجناحِها خـفقَتْ فَـرَفْرَفَ خـافقي
تُـلـقـي الـتـحيةَ بـالـجناح تُـسـلِّمُ
***
فـغـرقتُ فــي بـحر الـعيون بـنظرةٍ
وسـبـى فـؤادي ثـغرُها الـمتبسِّمُ
***
حـــوراءُ يـعـشـقُها شـقـيٌّ أبـكـمُ
ويــذوب فــي بـحر الـجمال ويُـغرمُ
***
لـكـنـهُ ألِـــفَ الـعـيـونَ وسـحـرَها
مـلـكُ وفــي لـغـة الـعـيون مُـعلِّمُ
***
الـعـينُ تـفـضحُ والـرمـوشُ تُـسلِّمُ
والـقـلبُ يـصـدحُ والـغـرامُ مـخـيِّمُ
***
لـكـنـها عـــادتْ تــداري عـشـقَها
وتـخـون عـهـد الـعـاشقين وتـكتمُ
***
يـا صـاحبي فـاشهدْ بـأني أقـسمُ
مـــن بـعـدها أن الـقـريضَ مُـحـرّمْ
***
عَــــرِّج وأنـبـئْـها بــقـربِ مَـنـيَّـتي
عِـشـقاً فـإنـي يـائسٌ مـستسلمُ
***
واحـفرْ ضريحي في الجوار لعلـني
بــعــد الــفـراق بـوصـلـها أتَـنَـعّـمُ
***
بالله قــــلْ لـلـعـاشـقين اذا أتـــوا
قــرب الـضـريحِ عـليَّ ان يـترَحّموا
***
أواهُ يــــا ذاك الــزجــاجُ الـمـعـتـمُ
كـنتَ الـعذولَ وأنـتَ أنتَ المُلْهِمُ!!
***
محمود الضميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق