العدد الثامن لسنة 2017
قصيدة العدد (يا قاسي القلب)
للشاعر العراقي المرحوم عبد القادر رشيد الناصري
يـا قـاسـيَ القـلـبِ مـا لـي عـنكَ مــصطبرُ
حتّامَ أكتـم شـوقـي وهـو يستعــــــــــرُ؟
أدعـوكَ واللهفةُ الكبرى تـمزّقنــــــــــي
الجـرحُ يلهث والآمــــــــــــــال تُحتضَر
أتسكب السمَّ فـي كأسـي وتهجـرنــــــــــي
وتغرز النصلَ فــــــــــــي صدري وتعتذر؟
أغريـتَنـي بـالهـوى حتى إذا انفجــــــرتْ
عـواطفـي وارتـمـى مـن عـيـنـيَ الشــــرر
تـركتَنـي فـي دروب العـمـرِ مـــــــنفردًا
أجتـرّ فـي وحدتـي حـزنــــــــــي وأعتصر
كزهـرةٍ فـي شقـوق الصخرِ ذابـــــــــــلةٍ
لا الطلُّ عـانقَهـا يـومًا ولا السَّحـــــــر
وكلُّ ذنـبـيَ أنـي شـاعــــــــــــــرٌ
غَرِدٌ
أشدو ومـن عـيـنكَ الإلهـامُ والصـــــــور
يـا جنّةً مـن جنـان الـحسنِ عـــــــــابقةً
هـبنـي أسأتُ ألـيس الـذنــــــــبُ يُغتفَر؟
أيـن الـحنـانُ الـمـرجّى كـاد يفتك بــــي
لفحُ الهجـيرِ وأيـن الظلُّ يـنـتشــــــــر؟
فكـيف أظـمأ واللـذّاتُ جـــــــــــــاريةٌ
وأنـتَ لـي ديـمةٌ سمحـاءُ تـنهـمــــــــر؟
أبكـي وتضحك، والأيـامُ ســــــــــــاخرةٌ
مـنـي، ويـهـزأ مـن آمـالـيَ القـــــــدر
برمتُ بـالـوحشة الخرسـا وزايلنـــــــــي
لهـوي، ومـلّ سهـادي اللـيلُ والقـمــــــر
نـاديـتُ واللـيلُ قـد شــــــــابت ذوائبُه
مـن السهـاد، ووجهُ الصـبح يـنحســــــــر
ألستَ تسمعـنـي قـد مـات فـوق فـمـــــــي
صـوتـي وغُصّ بقـلـبـي وجـديَ الأشـــــــر؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق