بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 14 أغسطس 2016

العدد7 لسنة 2016 زوايا الوحدة للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي


العدد7 لسنة 2016
 
زوايا الوحدة

للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي 



أدري وكلي ضاع بالدوران
بين الضياع وضيعة الوجدانِ
متلمسا وحدي طريق خريطتي
علّي أرى بين الخطوط مكاني

كفّي على قلبي ألمّ شتاته
وخطاي تبحثُ عن فراغ أمانِ

ما غادرت شمسي نهارَ مواجعي
إلا وعادَ النور من إيماني

أنا لم أغب عنّي برغم مذابحي
لكن رجعت وفي يدي اطمئناني

إني قضيت العمر أبحث في الخطى
ويدي معلقة بكف زماني

نصفي يدور ولا مجال لنصفِه
والكلّ يبحثُ عن هواه الثاني

حزني موكّلة به نوباته
ومسافة الدمعات بي ترعاني

عمري عصور من دمار حروبِه
غطى ثراها وحده دخّاني

أنا عاشق أورثت عيني دمعها
فتكحّلت في كحلها عينانِ

ورأيت في فمي اللهاثَ مهدماً
وبصدرها سجلته عنواني

وغدا مزاري بل وبيت طفولتي
وهسيس آياتي وسرّ بياني

عد بي إلى وَطَني أساجلُ شطه
لتعيدني بمسارها شطآني

كفي إليّ مددتها فتسللت
موجاً بأنفاسي وبوح بياني

وأسلت ماء الشعر بين أصابعي
فانهال من شفتيّ كالطوفانِ

يا ثغرها يا نهر شهد شهده
يجري كنبض الحلم في شرياني

وزّعتُ آياتِ ارتباكي ضحكة
تنمو كزهر الهمس في نيساني

أجري بصحراء الجراح مضيّعاً
ويقودني الأعمى إلى حيطاني

وَهَجاً يسائلني ويزرعني فَماً
في همْسه يجري احتراق كياني

من هذه روحي تغيب غمامة
وتجيء تنثر نشرها أوطانِ

فبأي شعر سوف أكتب ما أرى
أو ما رأت بطيوفها أجفاني

أحتاج بعضي كي أوافي حسنها
وأصوغها حرفا إلى ديواني

أحتاج عمراً حيث أبدأ من يدي
وأخطني في دفتر النسيانِ

لأكون مرآة لوجهك وحده
وإليك يمشي وحده اطمئناني

وإليك بي إذ كلما ركض المدى
جلبت خطاي إلى الخطى هذياني

ما عدت أعشق أو سأعشق مرة
وأعود في طرقي إلى الأحزان

فإليّ معذرة أتتك مسلتي
واغتيل صوت الحب في ألحاني

ما كان حبي يوم كنت أحبها
حبا وما قد كان في حسباني

ثقلت خطاي على جناح مآذني
فلويت في أثارها أغصاني

دعني أزاولني قصيدة شاعر
في دفتري وأخطها ببناني

فأنا الشظايا لم تزل تجتثني
صور الغياب وشهقة الحرمانِ

دمي الرذاذ فمن يلمّ بكاءه
ليشده في زورق الألوانِ

وعباءتي ألبستها لجوارحي
فتقمّطت في نارها أركاني

سأظل تحضنني زوايا وحدتي
وتشدّني بضياعها عيداني

فأنا بروحي لم أزل متوهّما
والوهمُ بي تلتاذ من جثماني

***
2/3/2016 السليمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق