بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

مجلة صدى بغداد ..العدد الحادي عشر لسنة 2018 خاص بالمولد النبوي الشريف في ذكرى المولد العظيم. بقلم / علاء الأديب


مجلة صدى بغداد ..العدد الحادي عشر لسنة 2018

خاص بالمولد النبوي الشريف


في ذكرى المولد العظيم.

بقلم / علاء الأديب 



 




................................
عندما تستحضر الامة الاسلامية تأريخا مجيدا متمثلا بولادة نبيّها الصادق الامين محمد صلى الله عليه وسلم فإنّها تستحضر بذلك تأريخ ولادة ومسيرة مضنيّة من النضال من خلالها استطاع الرسول الاكرم ان يصبح امة تعدادها اليوم اكثر من مليار شخص في شتى بقاع الارض مشارقا ومغاربا.
مسيرة غيّرت وجهة التاريخ وعقارب البوصلة متجهة حيث العرب الذين كانوا في حينها اهلا لمسؤولية قيادة العالم بأسره.
وفي خضم فرح هذه الامة بميلاد رسولها الاكرم يتعاظم الوجع والحسرة تتفاقم في صدور من ظلّ فيها على العهد بسبب ماوصلت اليه امة محمد العظيم من تقهقر وتدهور وضياع وشتات.
فبين عدو تربص بها حتى انقضّ عليها وبين خائن ومتهاون من اهلها باعها لاعدائها وقبض عن ذلك ثمن خسته ونجاسته .
ها نحن اليوم نحتفل بميلاد رسول امتنا دون ان ندرك شيئا مما تركه لنا من ارث ما ان يحتفظ به احدنا حتى يكون بمكسب كبير في الدارين.
لقد نسينا كل مااوصينا به من كتاب الله وسنة نبيه وتبعنا شهوات الشيطان فينا حتى وصل بنا الحال ان نرضى لانفسنا ما لم ترض به الحيوانات لانفسها بين كره وحقد وسفك للدماء وانحلال اخلاقي في شتى مجالات الحياة واستطابة الحرام علي الحلال والقبول بالذلة والمهانة واكل مال المسلم للمسلم دون حق واتخاذ السلطان الاها واستمراء السحت وترويج الباطل على الحق والاكثر من هذا وذاك خيانة المباديء التي غرسها فينا ديننا الحنيف غرسا والاجهاز على ماوتينا من حكمة وموعظة حسنة فيما يخص دم المسلم علي المسلم فصرنا لا نحدّ سيوفنا ولا نقوّم رماحنا الا على بعضنا البعض وعدنا بذلك قوما اهل جاهلية يأكل القوي منا الضعيف ونأكل الحرام ونقذف المحصنات ونمتهن كل ذي شأن ونعلي كل من لا شأن له حتى غضب الله علينا وسلط علينا ولاة مالنا قبل على ظلمهم فتكوا بنا ونهبوا منا ابسط مقومات الحياة الكريمة هذا ناهيك عن الحروب التي استنزفتنا بشبابنا واموالنا واوطاننا فمن لم يمت بحرب تاه بين البلدان يبحث له عن مكان يأويه في غربة اشد من الداء بكثير واهون من الموت بقليل.
الامة التي كانت تنشر ظلال عدلها علي كل افق من افاق هذي الارض لم تعد تملك الا ان تحتفل بميلاد رسولها التي نست او تناست بانها لايمكن ان تكون تلك الامة التي كان يفخر ويفاخر بها الخلق.
لقد نسينا الكثير الكثير من نهج عظيم لرسول كريم وما تذكرنا الا يوم مولده لنحتفل به وكان من الاجدر ان نحتفل بميثاق وثيق مع الرجل الدي اصبح امة وامته اليوم عاجزة عن ان تكون رجلا.
صلى الله على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وهدى الله امته الي سواء السبيل والحمد لله رب العالمين.
علاء الاديب
تونس /نابل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق