مجلة صدى بغداد/ العدد الحادي عشر لسنة 2018
خاص بالمولد النبوي الشريف.
أعظمُ الخلقِ
للشاعر السوري احمد عبد الرحمن جنيدو
اللهُ في الأرواحِ والأبدانِ،
ورسولُهُ خيرُ الدنا إنسانيْ.
سبِّجْ بحمدِ اللهِ كلَّ دقيقةٍ،
صلّى الإلهُ عليهِ كلَّ أوانِ.
نورُ الهدى للأرضِ بعدَ ضلالِها،
والخلقُ في التشريفِ رَقْبُ زمانِ.
كانَ الأمينَ، دليلُهُ في ظهرِهِ،
ختْمُ النبوَّةِ داحضُ البهتانِ.
فغمامةٌ جاءتْ تظلِّلُ جسمَهُ،
كشفُ السريرةِ رؤيةُ الرهبانِ.
وحليمةُ الشيماءُ ترضعُ مُلهماً،
للفكرِ والأفعالِ والوجدانِ.
في الغارِ وحْيٌ قدْ أتاهُ محمَّلاً،
بالدينِ والأخلاقِ والإحسانِ.
اقرأْ، فإنّكَ من تغيّرُ منهجاً،
وتحوِّلُ الآثامَ بالإيمانِ.
ومتمِّما لمكارمِ الأخلاقِ ترْ
سمُ خطَّنا بالنورِ للرحمانِ.
ميزانُك الحقُّ المبينُ هدايةٌ،
والعدلُ سيفٌ يا نهى الميزانِ.
فيضوعُ من وجهٍ ضياءٌ مبهرٌ،
والطيبُ من أنفاسهِ ريحاني.
وثراؤهُ من جنَّةٍ، ولعطفِهِ
فرِحَ العدوُّ بلمسةِ التحنانِ.
تتآلفُ الأرواحُ في أبعادِها،
لمحمَّدٍ جلُّ التفاني حاني.
وكلامُهُ وحْيٌ من اللهِ العظيــ
ــمِ وفعْلُهُ نظمُ الحياةِ الثاني.
فترى على كلماتِهِ أحوالَنا،
يستشعرُ الأحداثَ قبل أوانِ.
حسنٌ بهاءٌ رائعٌ متكاملٌ،
دمثٌ خلوقٌ جامعُ البنيانِ.
حمَلَ الرسالةَ، في المضائقِ ثابتٌ،
ثُقْلُ الأمانةِ باهظُ الأثمانِ.
من قومهِ ضُرِبَ النبيُّ بقسوةٍ،
طُرِدَ الرسولُ بتوهةِ البلدانِ.
أدْموهُ، والصبرُ المكينُ صلابةٌ،
هذا الأمينُ معلِّمُ الخلّانِ.
صكَّ المعاهدةَ الوليدةَ شجرةً،
طلقاءَ قالَ لأهلِهِ الفرسانِ.
خَيْرُ اختيارٍ خيِّرٌ وخيارُهُ
في الحقِّ والإنصافِ رمزُ رهانِ.
نظَمَ السلوكَ بدقَّةٍ منظومةٍ،
أعطى السبيلَ سلامةً بأمانِ.
فالأرضُ تحت خطاهُ عطرَ قيافةٍ،
والشمسُ في لمحٍ من الثقلانِ.
والعلمُ من نطقٍ يبوحُ لسانُهُ،
يا سيِّدَ التاريخِ والأزمانِ.
فيكَ الرجاءُ، وأنتَ هَدْيُ طريقِنا،
وسواءُ دربٍ ينتمي لجنانِ.
من حولِهِ عهدُ البطولةِ راسخٌ،
تلكَ الرجولةُ صولةُ التيجانِ.
ويقينُهُ باللهِ رسْخٌ ناصعٌ،
من غدقِهِ كم أُثْريتْ أشجاني.
وسرى على الإحساسِ صفْوَ نقاوةٍ،
وجرى لطيفَ النبضِ في الشريانِ.
وأحبُّهُ حتى الثمالةِ، إنَّني
في عشقِ أحمدَ سامقٌ بهواني.
لمنزِّلِ الذكر المكينِ فصاحةٌ،
إعجازُهُ في أحرفِ القرآنِ.
من بين كفِّيهِ ينابيعٌ سقتْ
عطش الجيوشِ بلهفةِ الظمآنِ.
جذعٌ بكى بحنينِهِ من لمسِةٍ
كانتْ تلامسُ خفَّهُ بمشاني.
من ضربةِ الصخرِ الصليدِ نبوءةٌ،
يمنٌ ستفتحُ، وهْجُها لعنانِ.
في ضربةٍ أخرى تصيرُ بلادنا
في الشامِ عهدٌ للخلافةِ راني.
في ضربةٍ أخرى خريطةُ فارسٍ،
كسرى يزولُ بعهدةِ الإيوانِ.
ينشقُّ في حضنِ السماءِ بنظرةٍ
قمرٌ، ويُبلغُ ناظرُ العربانِ.
وقوائمُ الخيلِ الأصيلِ تغوصُ في
رملٍ، وصاحبُهُ على الكثبانِ.
باضَ الحمامُ على الخيوطِ منسِّقاً
للعنكبوتِ، وخيطِهِ البنيانِ.
ويقولُ لا تحزنْ فإنَّ اللهَ يحــ
مي عبدَهُ يا صاحبَ الهجرانِ.
وسراقةُ الموعودُ عادَ مفكِّراً
بعدَ السنينِ ينالُ وعدَ زمانِ.
تمشي الملائكةُ الحماةُ لظلِّهِ،
جبلٌ لهُ يهتزُّ من أركانِ.
وتضيءُ من فرحٍ مدينةُ هجرةٍ،
وبموتِهِ في ظلمةِ العميانِ.
ولعابُهُ يشفي العيونَ وطعْمُهُ
عسلٌ دواءٌ باريءُ العيّانِ.
أسرى إلى الأقصى بجنْحِ براقِهِ،
عرجَ السماءَ كفاتحِ البيبانِ.
في توصياتٍ للنساءِ، صلاتِنا،
أدَّى الأمانةَ في هدوء معاني.
نثرَ الترابَ، إذا بهمْ في نومِهم
يتبادلون بلعنةِ الشيطانِ.
خلُصَ المشيدُ بمهْلِهِ متعاظماً،
واللهُ يرقبُ، في النفوسِ يراني.
وتمارُ روحٌ من مريدِ غداوةٍ،
ومِراؤها تبْعُ العمونِ عداني.
ومحمَّدٌ عهدٌ لحقٍّ مخرج ٍ،
من نارِها بين الرقيمِ بياني.
وسرتْ دلوكُ الشمسِ تجْني حرَّها،
كلُّ الخلائقِ في النهاية فانِ.
بالصدقِ لبَّى وعدَهُ في أمَّةٍ،
صارتْ مناراً، قبلةُ الإحصانِ.
يا أيُّها العربيُّ يا خيرَ البرا
يا أنتَ نورٌ، في الظلامِ نعاني.
أشرقْ، فتلكَ الأرضُ في أجداثِها
موعودةٌ يا سيِّدَ الإحسانِ.
أخْبرْتَ عن أيّامِنا ببساطةٍ،
وترى الغيوبَ برؤيةِ الإيمانِ.
من دينِهِ الدنيا براحٌ مطلقٌ،
في حبِّهِ قلبانِ أو عينانِ.
ـتـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
سورية حماة عقرب
حالياً: تركيا ملاطيا مخيم اللاجئين مابك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق