بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

العدد العاشر لسنة 2018 ممالك الحزن للشاعرة السورية د. ريم سليمان الخش


العدد العاشر لسنة 2018

ممالك الحزن

للشاعرة السورية د. ريم سليمان الخش 




مسحتُ وجهك كي تخضرَّ ياوطني
كي يثمرَ الزرعُ مشتاقا ويحضنني
.
ممالك الحزن قد خطّت معالمها
بين الجفون مواويلا من الشجنِ
***
ياأنتَ يادمع من قاسى بلا سبب!!
وحُرِّم الرقص والإنشاد في العلنِ
.
خيولك الغُرُّ مازالت مقيدةً
ويصهلُ الوقتُ محموما من الرسنِ
***
أزقة العمر قد بانت بلا مطرٍ
مُذْ غادر الطير أشجارا بلا فننِ
.
قد كنت آخر مبعوثٍ بنار جوى
ضاعت صحائفه في لجّة المحنِ
***
الليل أطبقَ والأمواج خائنة
والقلب يسبح ملاحا بلا سفنِ!!
.
مددت نحوك مرساتي لتعبرني
وكان قلبي قنديلا على المدن
.
وكان يرقص اشعالا بلا كللٍ
وكان يرسل ضوء الحب للوسنِ
***
رتقتُ جرحك بالتحنان أزرعه
نخل الوداد لكي يبقى ويطعمني
.
ونبعي العذب دفاقٌ ولذّته
شيءٌ من السحر أو نهرٌ من اللبن
***
قبلتُ ثغرك والأزهار تسبقني
لتفرش القلب آمالا وتفرشني
.
قد كنت أحضن كلّ المتعبين بنا
وكلّ حرٍّ مضى في غيهب الكفن
***
كلّ الذين مضوا أوجاعهم نقشتْ
بين الضلوع مزاراتٍ لتسكنني
***
من أول الدرب من شباك صرختنا
من لسعة النار إذْ هبّت لتحرقني
.
من أنهر الدمع روّتْ حقد مغتصبٍ
من صرخة البكر بين الطعن والوثن
***
كلّ الجراح هنا تقتات عافيتي
كلّ المآسي التي..(...) خُطّت لترسمني
***
مسحتُ حزنك كي تربو حدائقه
ويشرق السعد في تلٍ من الحَزنِ
.
مازلتُ أنفخ فيك الروح ياوطني
مازلتَ تورق رغم القحط لم تهنِ
.
د.ريم سليمان الخش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق