بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

مجلة صدى بغداد.... العدد الثاني عشر لسنة 2018 .. يوم جرحي خلت أمي حاضرة... للشاعر العراقي المرحوم حسين عبدالله الساعدي



مجلة صدى بغداد....

العدد الثاني عشر لسنة 2018

يوم جرحي خلت أمي حاضرة...

للشاعر العراقي المرحوم حسين عبدالله الساعدي




يوم جرحي خلت أمي حاضرة
آخر قصيدة كتبها والدي الشاعر المرحوم حسين عبدالله الساعدي
يناجي فيها طيف أمّه رحمها الله بعد أن اشتدّ به الداء
وأدرك نهاية المشوار .
......................................................

يوم جرحي
خلت أمي حاضرة
خلتها للصبح باتت ساهرة
......
حين قالوا
حان وقت العمليّة
قلت من يبكي لأجلي
قلت من يحنو عليّه
غير أمي ..
.......
قد تمنيت فجئت
من ديار الآخرة
كنت روحا في سمائي حائرة
........
كنت في نومي أراك
مسحت دمعي يداك
قبلتني شفتاك
كنت طفلا
حين كنت حاضرة
...........
غار جرحي ..ولقد فاض الألم
وعيون الليل نامت
وعيوني لم تنم
وسرى الداء بقلبي
بعد أن أبلى القدم
.............
فامنحيني بلسما للجرح من لمس يديك
أنا لا أشكو إلى دهري
بل أشكو إليك
كلّ دفء الكون يا أمي لديك
.............
لم يزل يبحث عن قلبك قلبي
لم تزل عيناي تشتاق
إلى نور بدربي
فلقد كان محياك ضياء بحياتي
قبلة كنت لصومي وصلاتي
كنت بعد الله يا أمي ربي
..............
آه يا أمي تعالي
أضرم السكّر في ساقي اللهب
عضّني الدهر ولا أدري السبب
ألأني كنت قلبا من ذهب؟
أم لأني كنت للأيام زينة؟
أم لأنّي كنت ربّان سفينة ؟
تقهر الأمواج في أعلى البحار؟
بشراع الزهو تمضي
بأناة واقتدار
..............
طالما لبيت يا أمي ندائي
وحضرت كلّما اشتد بلائي
وبقيت عند رأسي ساهرة
عبر طيف من ديار الآخرة
...............
طالما يشعر قلبي برضاك
طالما تحضرني دوما رؤاك
سوف أبقى كالمنار
علما يزهو بنار
طالما كنت معي عاد النهار
وغدا همي غرسا
وجراحاتي انتصار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق