مجلة صدى بغداد
العدد الثالث لسنة 2019
رثاء عبدُ اللّه الـشِّيخ الـبشير
شـيخُ شُعراءِ السُّـودان
١٩٢٨- ١٩٩٤
***
بَـناتُ الـشِّعـرِ بَـعدَك عَـاقِـراتٌ
ولَـيسَ لَـهُنَّ مـولـودٌ جَـميلُ
ولَـيسَ لَـهُنَّ مـولـودٌ جَـميلُ
ورَوضُ الـشِّعْـرِ فارقَـهُ الـمُـغَـنِّي
وغَـادرَ دَوحَـَهُ الشَّيخُ الـجليلُ
وغَـادرَ دَوحَـَهُ الشَّيخُ الـجليلُ
تَـعَـثَّرت الـمعانـي فـي لِـسانـي
فَـهَبْ لـي من قَـريضِكَ ما أَقولُ
فَـهَبْ لـي من قَـريضِكَ ما أَقولُ
مُـفـاعَـلَتُنْ مُـفـاعَـلَتُنْ فَـعُـولُ
عليكَ نَـحـيبُها أَبَـدأً يَـطـولُ
عليكَ نَـحـيبُها أَبَـدأً يَـطـولُ
بَـذَرْتَ الـفَنَّ فـي الأَوتَـادِ مِـنها
وأَخْـرَجَ شَـطْأَهُ السَّبَبُ الـثَّقيلُ
وأَخْـرَجَ شَـطْأَهُ السَّبَبُ الـثَّقيلُ
بَـكيتَ بـها رِفَـاقَكَ حـينَ سَـاروا
إِلـى وطَـنٍ يَـطيبُ لهُ الـقُفولُ
إِلـى وطَـنٍ يَـطيبُ لهُ الـقُفولُ
بِـها عَـاتَـبتَ مَـجْذوبـاً تَـولَّـى
ولَـم يَصْحَبْكَ إِذْ أَزِفَ الـرَّحيلُ
ولَـم يَصْحَبْكَ إِذْ أَزِفَ الـرَّحيلُ
ولستَ كما ذَكَـرتَ ( مُـضاعَ حَـقٍّ )
وكـيفَ .. وأَنتَ للسُّودانِ نِـيلُ
وكـيفَ .. وأَنتَ للسُّودانِ نِـيلُ
عَـطـاؤُكَ أَنتَ للأَجـيال عِـلـمٌ
وأَخْـلاقٌ وأَخْـيِـلَةٌ بَـتُـولُ
وأَخْـلاقٌ وأَخْـيِـلَةٌ بَـتُـولُ
وأَجْـرُ الـعِـلمِ ليسَ لهُ انْـقِـطاعٌ
ويَـبقى بَـعـدَ مَوتـِكَ لا يَـزولُ
ويَـبقى بَـعـدَ مَوتـِكَ لا يَـزولُ
وحَـقُّكَ فـي قـلوبِ النَّاسِ حُـبٌّ
تَـضَوَّعَ عِـطْـرُهُ الـنَّضِرُ الـبَليلُ
تَـضَوَّعَ عِـطْـرُهُ الـنَّضِرُ الـبَليلُ
( ضَـمينُ الـدَّامَـرَيْنِ لَـهُ ضَـمينُ )
وأَنتَ ضَمينُكَ الـمَولَـى الـكَفيلُ
وأَنتَ ضَمينُكَ الـمَولَـى الـكَفيلُ
حَـفِـظْتَ كِـتابَـهُ وذَبَـبْتَ عَـنهُ
وعن لُـغَةٍ يُـحارِبُـها الـدَّخـيلُ
وعن لُـغَةٍ يُـحارِبُـها الـدَّخـيلُ
وأَنتَ أَقَـمْتَ للفُـصْحى صُـروحـاً
تَـبَخْـتَرَ بَـينها الـفِكْرُ الأَصـيلُ
تَـبَخْـتَرَ بَـينها الـفِكْرُ الأَصـيلُ
وعن دُنـيا الـمسيدِ نَـقَشْتَ لَـوحاً
تَـحَـيَّرُ فـي شَـرافَـتِهِ الـعُقولُ
تَـحَـيَّرُ فـي شَـرافَـتِهِ الـعُقولُ
وفـي مَـدْحِ الرَّسولِ نَشرتَ شِعْـراً
يُـسَرُّ بـهِ ويَـرضـاهُ الـرَّسـولُ
يُـسَرُّ بـهِ ويَـرضـاهُ الـرَّسـولُ
أَشَـيْخَ الـشِّعْـرِ والـشُّعراءِ طُـرَّاً
رِثـاءُ الـشِّعْـرِ شِـعْـراً يَـستَحيلُ
رِثـاءُ الـشِّعْـرِ شِـعْـراً يَـستَحيلُ
مَـضى (كَـرَفٌ) ولو قـد كان حَـيَّاً
أَتَـتْكَ الـصَّافناتُ لَـها صَـهـيلُ
أَتَـتْكَ الـصَّافناتُ لَـها صَـهـيلُ
عـليها الـنَّائِـحاتُ من الـقوافـي
عليكَ نَـجيعُـها عَلَـقٌ هَـمـيـلُ
عليكَ نَـجيعُـها عَلَـقٌ هَـمـيـلُ
وكان شَـفَى الـنُّفوسَ ونَـابَ عنهـا
وأَنْـصَفَ خِـلَّهُ -كانَ - الـخَليـلُ
وأَنْـصَفَ خِـلَّهُ -كانَ - الـخَليـلُ
أَعَـبدَ اللَّهِ كُـنتَ لَـنا إِمَـامـاً
وكُـنَّا من شُـمُـوخِـكَ نَـستَطـيلُ
وكُـنَّا من شُـمُـوخِـكَ نَـستَطـيلُ
وكُـنتَ عن الـحُقوقِ لـنا تُـحامي
لِـشِعْـركَ فـي مَـعارِكنا صَـليـلُ
لِـشِعْـركَ فـي مَـعارِكنا صَـليـلُ
لَـقـيتُكَ آخِـرَ الأَيـَّامِ تَـشـدو
وتَـهزَاُ بالـخُـطوبِ إِذا تَـصـولُ
وتَـهزَاُ بالـخُـطوبِ إِذا تَـصـولُ
وأَنت رَهـينُ بـيتِـكَ كالـمَـعَرِّي
وظِـلُّ الـعِلمِ مَـمْـدودٌ ظَـلـيـلُ
وظِـلُّ الـعِلمِ مَـمْـدودٌ ظَـلـيـلُ
لَـبِستَ الـزُّهْـدَ ثَـوباً سَـابِـريَّاً
وعِـشْتَ عن الأَصـالَـةِ لا تَـحُـولُ
وعِـشْتَ عن الأَصـالَـةِ لا تَـحُـولُ
وتَـنفُثُ من نَفيسِ الـشِّعرِ سِـحْراً
يَـرِقُّ وفـيهِ تَـنسابُ الـشَّـمُولُ
يَـرِقُّ وفـيهِ تَـنسابُ الـشَّـمُولُ
(على حَـدِّ الـسَّنا أَمْـهَيتَ سَيفَـاً)
وتـَحتَ لِسانِـكَ الـعَضْبُ الـصَّقيلُ
وتـَحتَ لِسانِـكَ الـعَضْبُ الـصَّقيلُ
وكيفَ يَـرومُ مِـثلُكَ بَيتَ شِـعْـرٍ
وصَـعبُ الشِّعرِ مَـرْكَبُكَ الـذَّلُـولُ
وصَـعبُ الشِّعرِ مَـرْكَبُكَ الـذَّلُـولُ
ولكن كنتَ تَـبحَـثُ عن خَـبيءٍ
من الإِبْـداعِ لـيسَ لَـهُ مَـثيـلُ
من الإِبْـداعِ لـيسَ لَـهُ مَـثيـلُ
ومن ثَـبَجِ الـبِحارِ أَتَيتَ تَـسْعَـى
وأَفْـروديـتُ من طَـرَبٍ تَـميـلُ
وأَفْـروديـتُ من طَـرَبٍ تَـميـلُ
وبَـينَ يَـديـكَ رايـاتٌ طِـوالٌ
وخَـلفَ خُـطاكَ تَـبتهجُ الـطـبولُ
وخَـلفَ خُـطاكَ تَـبتهجُ الـطـبولُ
وفـي عَـينيكَ نَـشْـوةُ عَـبقَريٍّ
تَـشِعُّ ويُـنشِـدُ الـشَّيخُ الـجَليلُ
تَـشِعُّ ويُـنشِـدُ الـشَّيخُ الـجَليلُ
أَعَـبدَ اللَّهِ عَـفواً إِنَّ شِـعْـري
تَـطاولَ وهْـوَ مَـهْـزولٌ فَـصيلُ
تَـطاولَ وهْـوَ مَـهْـزولٌ فَـصيلُ
ورامَ رِثـاءَ بَـدرَ الـتِّمِّ أَوْدَى
وذلك مـا تَـحَـامـاهُ الـفُـحُولُ
وذلك مـا تَـحَـامـاهُ الـفُـحُولُ
ويَشْفعُ فـي التَّطاوُلِ لـي وُثُوقـي
بِـقلبٍ منك يُـسْعـدهُ الـقَـليـلُ
بِـقلبٍ منك يُـسْعـدهُ الـقَـليـلُ
وأَنِّي ما فَـعلتُ سـوى وُقُـوفـي
على الآثَـارِ تُـلْـهِـمُني الـطُّـلولُ
على الآثَـارِ تُـلْـهِـمُني الـطُّـلولُ
وأَنَّ قَـصيدَتـي منكَ اسْـتَماحَتْ
ومنكَ لَـها مَـعَ الـغُـرَرِ الـحُجولُ
ومنكَ لَـها مَـعَ الـغُـرَرِ الـحُجولُ
(زَمـانُ الـشِّعرِ يا مَـولايَ ولَّـى)
وشَـمسُ الـشِّعـرِ أَدرَكَها الأُفـولُ
وشَـمسُ الـشِّعـرِ أَدرَكَها الأُفـولُ
وشَـيخُ الـشِّعرِ سارَ إِلـى جِـنانٍ
يُـكَـرَّمُ بَـينـها أَنَّـى يَـجـولُ
يُـكَـرَّمُ بَـينـها أَنَّـى يَـجـولُ
يُـغازلُ من حِـسانِ الـحُور أَلْـفاً
ويَـحلو بَـينَهُـنَّ لَـهُ الـهَـديـلُ
ويَـحلو بَـينَهُـنَّ لَـهُ الـهَـديـلُ
ومن أَنْـهـارِ خَـمرِ الـخلد يُسْقَى
ويُـعجِبُهُ الـمِزاجُ الـزَّ نْـجَـبـيلُ
ويُـعجِبُهُ الـمِزاجُ الـزَّ نْـجَـبـيلُ
ونَـسمعُ نَـحنُ والأَحْـزانُ تَطْـغى
وُفُـوداً للـعَـزاءِ لـنا تَـقـولُ
وُفُـوداً للـعَـزاءِ لـنا تَـقـولُ
هِـيَ الـدُّنيا نَـمُـرُّ بِـها ضُـيوفاً
ويَـبْقَى الـذِّكرُ والـباقـي فُـضُولُ
ويَـبْقَى الـذِّكرُ والـباقـي فُـضُولُ
وذِكْـرُ الـشَّيخِ فـي الدُّنيا كِـتابٌ
نُـطالِـعُهُ فَـتُمْتِعُنـا الـفُـصُـولُ
نُـطالِـعُهُ فَـتُمْتِعُنـا الـفُـصُـولُ
وذِكـرُ الـشَّيخِ يَـتبَعُـهُ دوامـاً
دُعـاءٌ للـسَّمـاءِ لـهُ وُصــولُ
دُعـاءٌ للـسَّمـاءِ لـهُ وُصــولُ
تَـقَبَّـلْ يا مَـليكَ الـمُلكِ عَـبْداً
أَتَـاكَ رجَـاؤُهُ مـنكَ الـقَـبُولُ
أَتَـاكَ رجَـاؤُهُ مـنكَ الـقَـبُولُ
بِفَضلِكَ يا عَـظيمَ الـفَضلِ يُـجْزَى
ولـيسَ بِـفِـعْـلِهِ أَو مـا يَـقـولُ
ولـيسَ بِـفِـعْـلِهِ أَو مـا يَـقـولُ
وصَـلِّ على شَـفيعِكَ فـي الـبَرايا
إِذا مـا أَبْـصَـروا يَـوماً يَـهُـولُ
إِذا مـا أَبْـصَـروا يَـوماً يَـهُـولُ
صَلاةً منكَ فـي (الأَحْزابِ) تُـتْلـى
بِـها جِـبريلُ أَسْـعَـدَهُ الـنُّـزولُ
بِـها جِـبريلُ أَسْـعَـدَهُ الـنُّـزولُ
عـليهِ وآلِـهِ والصَّحْـبِ تَـتْـرى
وعَـبدُ اللَّه بَـينَـهُـمُ نَـزِيـــلُ
وعَـبدُ اللَّه بَـينَـهُـمُ نَـزِيـــلُ
ومن بَـركاتـها نَـنْجـو جَـميعـاً
ويُـقْسَمُ فـي العَطاءِ لنا الـجَزيـلُ .
ويُـقْسَمُ فـي العَطاءِ لنا الـجَزيـلُ .
***
بشير عبد الماجد بشير
إالسودان
من ديوان ( مع الأحبابٍ الرَّاحلين
* **
مابين الأَقواس معانـي أَبـيات وَرَدَتْ فـي شعرِ عبد اللَّه أَو أَجـزاءٌ منها .
بشير عبد الماجد بشير
إالسودان
من ديوان ( مع الأحبابٍ الرَّاحلين
* **
مابين الأَقواس معانـي أَبـيات وَرَدَتْ فـي شعرِ عبد اللَّه أَو أَجـزاءٌ منها .
جزيل شكرري وتقديري على النشر الجميل والتحية للأستاذ علاء الأديب .
ردحذف