مجلة صدى بغداد
العدد الثاني 2021
صرخةُ الأرض
الشاعر السوري حسن كنعان
نادت بأعلى صوتها في النّاسِ
زَفَراتُ حُزنٍ حَرّةُ الأنفاسِ
واستسلمَ السّمعُ الكئيبُ لصوتها
واهتزّ من هولِ الصّدى احساسي
فمضيتُ مكسورَ الفؤادِ تحَسُّراً
ويكادُ عقلي أن يضلّ براسي
عربٌ يعِزُّ لكثرةٍ تعدادهم
ومواردٌ عزّت على الإفلاسِ
وامتدّتِ الآلامُ فوقَ خليجنا
للشام حتى النّيل والأوراسِ
ماذا نقولُ أمامَ ربٍّ عادلٍ
في حقّ أقصى مقدسِ الأقداسِ
إذْ كيف تُلقونَ السّلاح ولم تزلْ
صهيون تشربُ من مرير الكاسِ
فئةٌ من الفتيان تدفعُ ظُلمَها
بحجارةٍ فوقَ العدا الأنجاسِ
والعُربُ لاهيةٌ تلوكُ هوانها
وكأنّه الطّاعونُ من عمواسِِ
يا أُمّةً قد أتخمتكِ مواجعٌ
أوتيتِ من ساساتك الحُرّاسِ!!
والجُبنُ يصنعُ في اللقاءِ هزائماً
فالجبن ُ داءٌ ما لهُ من آسِ
ويحَ القطيعِ وما لهُ من حارسٍ
إلاّ الذّئاب وطُغمةُ الأرجاسِ
ملّ الكلامُ ونحنُ نصرخُ فيهمُ
لكنّهم في غفلةٍ و نُعاسِ
عافَ اليراعُ ولم يُطقْ أفعالهم
من ذِلّةٍ ومهانةٍ ومِراس
قسماً سينبجسُ الصباحُ وزحفنا
سيدوسهم بسنابكِ الأفراسِ
وسينطوي سفرُ الخنوعِ وينجلي
ليلٌ ونحيي أجملَ الأعراس
ونظلُّ نذكرُ للشهيد فداءهِ
ونفكّ قيدَ أسيرِ سجنٍ قاسِ
وشتاتُ شعبي سوف يرجعُ ظافراً
بين الأذانِ و نغمةِ الأجراسِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق