بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 3 مايو 2021

مجلة صدى بغداد .. العدد الثالث 2021 جَمرُ القلقِ ... للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي

 

 مجلة صدى بغداد

العدد الثالث 2021

 جَمرُ القلقِ
 

للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي

 



 
أيّها الغافي على جَمرِ القلقْ
  مرّ بي حبٌّ جديدٌ وانطلَقْ
 

إعْطِني حُبّاً وفيّاً أحْتَسي
  منْهُ خمْرَ النّارِ لو شَبّ الشّرَقْ
 

إعْطني ضوءاً لأدري مَنْ أنا
  فخيوطُ الليلِ حَولي تَنْطبقْ
 

إنّني عمرٌ غريبٌ مُبهمٌ
  في ثنايا اليأسِ أغفو والحَنقْ
 

فيَّ تَمشي ظلمةُ الوَهْمِ الورا
  حيْثُ مرّتْ بي قطاراتُ الفلَقْ
 

مُشرئِبٌ صوْتُ ناياتي التي
  أطلقَتْ في الرّيحِ موسيقى الغَرَقْ
 

ضاعَ صَوْتي في تراتيلِ الضّحى
  واعترَتني رعدةُ القلبِ النّزِقْ
 

إنّ روحي فيك هامَتْ وانتهَتْ
  ساعتي الكَسْلى بجدرانِ الأرَقْ
 

ظلّ ليلي يَحْتسيني خَمرَهُ
  وَيُديرُ الكأسَ في رَقصِ الحَدَقْ
 

وَنديمي عافَ إبريقَ الهَنا
  ينسجُ السّكرَ خيالاً في الورَقْ
 

نَغمةٌ حَيرى شتائي شَهْقةٌ
  تملأ الغيماتُ سَاحاتي وَدَقْ
 

صوتُ روحي مهرجانٌ مِنْ أذىً
  وصداعٌ جرّ للرّوحِ الفَرَقْ
 

ضائعٌ وَجْهي بغاباتِ البُكى
  وأنا وجْهٌ بمأساتي اتّسَقْ
 

أين لا أدري طريقي وحشةٌ
  وجبينٌ غاصَ في ليلِ النّفقْ
 

مَرْقدي قلبٌ وبابٌ منْ جوىً
  فيه تِهْنا في مسارِ المُغْتَبقْ
 

فاختلسْني لحظةً في لحظةٍ
  فاحتراقي دَقّ في عيني الرّهَقْ
 

يا جناحاً يا شراعاً تائهاً
  ظلَّ يمشي وَسْطَ لجٍّ يصطفقْ
 

إنّني أنثى وقلبي خانَني
  وأنا وَحْدي وَقانوني احترَقْ
 

كلّما رمْتُ اقتراباً مِنْ فمي
  لي تولّاني ارْتْعاشي واستبَقْ
 

خِفْتُ خَوْفي مِنْ هُتَافاتِ المُنى
  أنْ أقيتَ الضّلْعَ مِنْ سَوْطِ الحُرَقْ
 

فيكَ خُذْني لا تذرْني واحداً
  حَيْثُ وَحْدي يُغْرِقُ الرّوحَ الغسَقْ
 

يا أنايَ الرُّوحُ عَطْشى للأنا
  لا تدَعْني صِرْتُ منْ يأسي مِزَقْ
 

لا تذرْني فيكَ أطلقْتُ الخُطى
  وعلى خدّيْكَ قدْ نامَ العَبَقْ
 

إنّني قد صرْتُ أنثى مِنْ لظىً
  فحَمَلتُ القلبَ قلبي في طبَقْ
 

فاخترقْ جلدي وَكُنّي مرّةً
  ضحكةً للعمرِ فالعمْرُ انسَرَقْ
 

فارسٌ أدريكَ تدري المبتدا


  خُذْ بكلّي والتمسْ درْبَ الشّفَقْ
 

يا لِخَوفي منْ جُنونٍ قادَني
  أنتَ لي وَحدي وقلبي قدْ عَلِقْ
 

ضِحْكتي عادَتْ وَعُدْنا وَحْدنا
  نرسمُ الآفاقَ حُبّاً مؤتَلِقْ
 

ليْسَ غيري مَنْ أرى فيهِ المَدى
  أيّها الغافي على جَمْرِ القلقْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق