بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 مايو 2021

مجلة صدى بغداد .. العدد الرابع عدد خاص {فلسطين عاصمة العرب} .. كفّي يفسّرُني .. للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي

 

 مجلة صدى بغداد

العدد الرابع

عدد خاص {فلسطين عاصمة العرب}

 

 كفّي يفسّرُني
 

للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي 

 



 

على فمِ الشّعرِ قدْ ماتَتْ أغاريدُ
  وماتَ عندَ سَما أحزانِنا العِيدُ
 

وأدلَجَتْ في قطارِ الليْتَ ضِحكتُنا
  وَقَطّبَتْ هَمْسةَ النّجوى التّجاعيدُ
 

وساحلُ المَوْجِ لمْ يَحملْ لنا خبراً
  وجرْفُ ذاتي بهِ غابَتْ زَغاريدُ
 

وغادرَتْ عنْ عُيونِ الصّبحِ وشوشة
  واسودّتِ الشّمسُ واصفرّتْ مَواعيدُ
 

لكنّهُ الفرحُ الموؤودُ منْ زمنٍ
  متى يجيءُ وَيُحيي القلبَ تَحميدُ
 

متى وفينا بنَتْ أوجاعُ أمّتِنا
  هياكلُ الدمع واكتظت اخاديدُ
 

فالحمدُ للهِ ما زلنا على وجع
  والحمد لله ان الصبرَ موجودُ
 

والحمدُ للهِ ما زلْنا بلا وَطنٍ
  به تصولُ على المَوْتى الرّعاديدُ
 

والحمدُ للهِ تأويلي يُفسِّرُني
  وَسَيِّدُ الحُلْمِ مثلُ الحُلْمِ مَكدودُ
 

مُغيّبونَ وفي أنفاسِنا حَنقٌ
  وَمُتعبونَ وما في العُمْرِ تجديدُ
 

لَسْنا يتامى ولكنّا تُيَتِّمُنا
  مَخالبَ القَهرِ والتّنكيلُ تنكيدُ
 

لَسْنا كما قيلَ مأخوذٌ على يَدِنا
  وَحَبلُنا في متاهِ الدّرْبِ مَعْقودُ
 

 

لكنّنا أمّةٌ باعَتْ مبادِئَها
  وسادَ في القَصْرِ ((كافورٌ وإخشيدُ)
 

لَسْنا كما قيلَ منْ ضَعْفٍ إلى خَورٍ
  نَمشي وفينا خُطامُ الذّلِّ مَشدودُ
 

فسَلْ فلسطينَ ثوّارٌ تنازِلُهم
  ويشرَبُ النّارَ بعدَ النّارِ صندِيدُ
 

حتّى أقاموا بعزْمِ اللهِ ساتِرَهُمْ
  منَ الجُسومِ وَدَرْبُ الموْتِ مَحشودُ
 

هيَ الحجارةُ تَحكي في جرائدِنا
  وللإذاعاتِ تهويلٌ وَتَمجيدُ
 

هو العراقُ جراحٌ ما انتهَتْ وَجعاً
  وفي ثراهُ أباحَ السّلمَ مَفؤودُ
 

والشامُ يا شامُ فيها الخيبةُ انتشرَتْ
  وقد تمادَتْ بها أيّامُها السُّودُ
 

والقدسُ تغفو على نارٍ تدُعّ بها
  إلى المجاهيلِ أرهاطُ مَناكيدُ
 

لكنْ وللحقِّ ثوّارٌ قدِ انتفَضوا
  تذودُ عمّا جرى فرسانُها الصّيد ُ
 

مُستبشرونَ بأنّ اللهَ ناصرُهُم
  وأنّهم ما ثنى المشوارَ تَهْديدُ
 

هُنا يقولونَ لا يا نازلاتُ قِفي
  إنّ الحياةَ لنا والنّصرُ مَشْهودُ
 

هذي المفاتيحُ ما زالَتْ تُسامرُنا
  وما يزالُ لها في الدّارِ توريدُ
 

فالأرضُ أرضي وبي نارُ الطّموحِ حدَتْ
  وأنّ فَجري بهِ قدْ طالَ تَشريدُ
 

بلى سنبقى وَعُمْرُ الهالكينَ مضى
  شمساً تُنيرُ وضوءُ الشمْسِ مَحسودُ
 

يا قدسُ أنتِ ولا لا تطلبي فرجاً
  فأنتِ وحْدَكِ حيثُ امتدّ تَصعيدُ
 

 

حُكّامُنا لا أرى مِنْ خَيّرٍ بِهُمُ
  وليس فيهم يُرى في الشّجْبِ محمودُ
 

منْ مَغربِ العرْبِ حتّى أرضِ مشرقِها
  مُسيّرونَ وفيهم يأكلُ الدّودُ
 

بنا قُتلْنا وراح الشرُّ يُمْطرُنا
  ناراً بنفطي وأدمى القومَ تَسديدُ
 

باعوا الذي بيعَ في ذلٍّ وفي سَرفٍ
  مٌذْ طبّعونا وسادَ النفسَ تهويدُ
 

لا يستحونَ وفيهمْ ألفُ شائبةٍ
  بهمْ تنامَتْ وأعمى العينَ تقليدُ
 

ما عادَ يُرْجى على ما ندّعي عرباً
  فهمْ على ذاكَ سكيرٌ وَعربيدُ
 

صيحي لوحدِكِ فالأيّامُ شاهدةٌ
  لا لنْ يعودَ بهم للأصلِ توحيدُ
 

راحَ الذي كانَ يدمي خدّ مَنْ فجروا
  إذا دَعَتْهُ ليحمي عرضَها الغِيدُ
 

قولي لكلِّ طغاةِ الأرضِ أجمَعِها
  غداً نقولُ لمَنْ غابوا لنا عُودوا
 

لا يستحونَ لقدْ ماتَتْ ضَمائرُهُم
  مِنْ جُبْنِهمْ سكتوا فارْتجّتِ البيدُ
 

لا يستحونَ وثوبُ العارِ يَلبسُهم
  مثلَ الجواري مَخانيثٌ معاميدُ
 

قولي حجارَتُنا تبقى لترْبِكَهمْ
  وقد يظلُّ الى المقلاعِ تمجيدُ
 

فإنّ كفّي لِموْتي لنْ تسيرَ سدىً
  وإنّني حتفُهم  والدّربُ مَرْصودُ
 

على فمِ النّارِ سرْنا والطّريقُ سرى
  وسوفَ تَحكي بما تدري الأسانيدُ
 

بنا سنرجَعُ والأيّامُ شاهدةٌ
  وكلُّ هذا ليومِ النّصرِ تمهيدُ
 

فالنّصْرُ آتٍ ومعقودٌ على يَدِنا
  فجرُ الخلاصِ ولا في الحالِ تعقيدُ
 

بلى سنرجعُ بل حتماً وَيُنْعِشُنا
  فيضٌ منَ اللهِ في القيعانِ مَعهودُ
 

تفسِّرُني والدّائراتُ معي
  غداً تدورُ وقطْفُ النّصرِ تعويدُ
 

خيّالةُ الصبرِ في صَبري ستؤنِسُني
  كي لا  يُقالَ بنا ماتَتْ أغاريدُ
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق