بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 17 أغسطس 2016

العدد7 لسنة 2016 أَعِدْ حِسابَكَ - للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز

 

 العدد7 لسنة 2016


أَعِدْ  حِسابَكَ    


-  للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز   ---  



أَعِدْ حِسابَكَ  فالدُنيا مَصارِعُها 

وَفَكُّ  طَلْسَمِها   بالنونِ   والقَلَمِ 

ولا  تَقُلْ  كانَ  أَهلي سادَةً أَبَداً  
وَأَنْتَ في لُجَّةِ  النِسْيانِ  كَالْعَدَمِ   

وَانْهَضْ كَما كُنْتَ في أَيَّامِها قَمَراً 
فَهُمْ   أَرادوكَ  في  دَوّامِةِ   الظُلَمِ  

تَكْبو وَتَنْهَضُ كَالْمَلْدوغِ  مُضْطَرِباً 
وفي مَسيرِكَ كَالْعَرْجاءِ في الغَنَمِ 

وَهُمْ  أَرادوكَ  في  هَيْجائِهِمْ   صَنَماً   
حاشاكَ ما كُنْتَ في الهَيْجاءِ كَالْصَنَمِ 

أَنْتَ الَّذي  كُنتَ في الدُّنْيَا مُروءَتَها     
نَسيجَ  وَحْدَكَ  في  الآفاقِ  كَالْعَلَمِ 
     ---     ---     ---         --- 
أَعِدْ حِسابَكَ واتْبَعْ  نَهْجَ  مَنْ بَقَروا 
عُلومَ  عَصْرِكَ  وابْنِ  النَفْسَ بالْقِيَمِ  

وَانْظُرْ حَوالَيْكَ كَيْفَ القَوْمُ قَدْ نَهَضوا  
وَأَصْبَحوا  بَعْدَ  وَهْنٍ   سادَةَ  الأُمَمِ 

تَوَحَّدوا  وَاسْتَفاقوا  بَعْدَ ما  وَهَنوا   
وَلازَموا  العِلْمَ  واصْطادُوهُ  بالْهِمَمِ  

وَانْظُرْ لِشَعْبِكَ كَيْفَ اسْتاقَهُمْ  نَذِلٌ 
يَوْمَ  النُزوحِ   مِنْ  الأَنْبارِ  كَالْنَعَمِ   

مِنْ بَعْدِ ما بَثَّ فيهِمْ  فِتْنَةً قَطَعَتْ  
حَبْلَ الوِصالِ  وفاقَتْ  كُلَّ مُنْتَقِمِ  

ما عاشَ شَعْبٌ  حَناياهُ  مُمَزَّقَةٌ 
إِلَّا انْتَهَى  عَهْدُهُ  بالمَوْتِ والنَدَمِ 
     ---     ---      ---     --- 
أَعِدْ حِسابَكَ أَنْتَ الْيَوْمَ في سِعَةٍ 
مِنْ العُلومِ   مَداها  غَيْرُ  مُنْفَطِمِ    

في قَبْضَةٍ مِنْكَ هذاالعِلْمُ  مُنْكَتِمٌ  
لكِنَّهُ   عَنْكَ   عِلْمٌ   غَيْرُ   مُنْكَتِمِ 

والأَرْضُ صارَتْ وما فيها كَمَدْرَسَةٍ    
تُلْقي  لِطُلّابِها  ما شِئْتَ  مِنْ  كَلِمِ 

وَتَنْظُرُ الغابَ كَيْفَ الوَحْشُ  يَحْكُمُهُ 
وَصِرْتَ تَنْظُرُ ما في البَحْرِ مِنْ أُمَمِ 

وَتَحْرسُ  الوَطَنَ  الغالي  بِأَجْهِزَةٍ  
وَأَنْتَ في بُرْجِكَ العاجي على أَدَمِ 

وَتُرْسِلُ الطَيْرَ بالسِجِّيلِ تَرْجِمُهُمْ  
اذا غَزَتْكَ  الأَعادي  غَيْرَ  مُنْهَزِمِ 

لَوْ كُنْتَ  مُحْتَرِزاً بالعِلْمِ  ما رَتَعَتْ 
بِكَ  الأَعادي  ولا  طالَتْكَ  بالْحِمَمِ 
-----------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق