بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016


العدد7 لسنة 2016

رسالة جنون
 
للشاعر التونسي صلاح داود.



وخَــطّـّـت كــتــابـا يـضِجُّ اعــتِـِـدادا
وأنـفــاسُ أنــثـى تُـــرَوِّي مِــدادَهْ
تـقـول الرسـالـةُ :
" أنــتَ وَلُـــوعٌ
وعِــشـقُــكَ لِــي هَــبَــلٌ وزِيـــــادهْ

وأنـــتَ جَـسُــورٌ وتـطـلُـبُ وهْــمــا
وترغَـب في العشْق كسْـبَ الرِّيـاده

غَــرامـي نَــوَالُــه نــيْــلُ الـسَّــمـاءِ
وقـلـبـي عَـصِـيٌّ لتُـرْضِـي ودادَهْ.

ألا يـا عزيزي وأنــت الشّـقيَّ
أتجرُؤ تقْـرُبُ صرْحَ الـعـباده؟

أنـا بِـنْــتُ آلــهـةِ المسـتـحـيـلِ
ولي عـسـكـرٌ لا تَـطــالُ عِـدادَه

أجــزْتُ لــنـفـســي اعتلائي لعَـرْشٍ
شِـدادُ الملـوكِ تَــهـابُ ارتـيـادهْ

ولِــي فَّـلّـكٌ يـــدورُ بـقُــطـبي
ومَـن تــاق قــرْبي فرضْـنا اضطهادَه

حكمتُ على النار تُـلغِي لظاها
وتـبْـطِـل من كـلِّ جـمـرٍ سَوادهْ

حرائـق نيرونَ ماتت بأمري
فـما عـاد فـيها طـبـاعُ الإباده

فكَم مِنْ معـاتـيهَ مثْـلِـكَ سُـقْـتُ
كـمِـثـلِ قـطـيـعٍ أبـحْـتُ اقــتـيــادَهْ

وأنـتَ كـكـلُّ الـبـهـالـيـلِ ظـنُّـوا
بأني الـتـزمـتُ بحُسْن الوفــادهْ "
//**//
أجبــتُ:
" إذا كـنـتِ جـمْــرا تـلَـظَّـى
فـإنّـي أنـــا مَـــن صـنـعـتُ رَمـــادَه

ولــو أنــتِ بـحْـرٌ عـمـيـقُ الـقــرارِ
فــإنّـــي خُـلــقــتُ لـــــهُ سِـنــدبــادَه

ألا بـلْ وزيــــدِي بــأنِّــي عـنــيــدٌ
وأنّ عــنـــادي اسْــتــلـذّ عِـــنـــادَه.

ألستِ التي في العروق انصهـرتِ
وفيـهـا أقـمـتِ صُــروحَ السّـيَـاده؟

فـكـيـف الـسـبـيـلُ لِـعـقـلٍ رشــيــدٍ
وقـلـبـي جَـمــوحٌ سـلـيـبُ الإراده؟
//*//
أتــدْريـــن قـــصَّـــةَ ذاك الـمُـعَــنَّــى:
أنَــامُــوهُ دهْـــــرًا وزادوا رُقـــــادهْ

وحـيـن استـفـاق وظـنُّــوهُ يَـنْـسَـى
أتَــتْـــه الحشودُ جُـنـودا وَقَـــادهْ

وألـقَــوْه فــوق صُــدورِ الحِـسـان
فـأهـوتْ لِـصَـدْرِه مـلـيـونُ غـــادهْ؟

وهـبّـت علــيـه عـطورٌ حـيـارى
تـَسـاقـط مـنـهــا عــبـيـدٌ وَسَـادَهْ

وظـلّ الفـؤاد عـصـيَّ الجـنــاحِ
أٌلــوفٌ مِــن الـجـنِّ ترجُـو سِـنـادَهْ

فـبـالحـبِّ يصحُـو الفـؤاد ويقـوَى
كــأنــه شمـشــونُ فــكَّ صِفــادَهْ

وقـلبـي متى مـات يـحْـيـا ويَـطـفـو
على مــوجٍ عـتَــا يـبـغي ارْتعادَهْ
//
سُــروجُ الـغــرام تـَـــرومُ رجــــالا..
وقـــد خـيَّـروهـا.. فـرامـتْ جــــوادَهْ
//
25 أنــا يــومَ ضيّـعـتُ مـنـكِ صـوابــي
كـتـبـتُ انتـمـائـي بـرســمِ الـــولادهْ

سبـحـتُ بعـينـيـك والـمــوجُ طــامٍ
وأوكــلْــتُ للهُـدْب أمْــــرَ الـقــيــادهْ

وأوغـلْـتُ فـــي شفـتـيـكِ ارْتـحــالا
أُسَابــقُ عُـمْــرًا أهـــاجَ الـسَّـعــادَه

بسطـتُ لـكِ النَّفـسَ أبْـهـى غـطـاءٍ
ومـــدّدتُ رُوحـــي لـديــكِ وِســـادَهْ

وفي روْض شِعْـري شمَمتُـكِ عِـطـرا
فنـضَّـدتُ مـــن كـــلِّ بـيــتٍ قِـــلادَهْ

30 وروّضـــتُ قـلـبـي يـكــونُ غـــزالا
ويعشـقٌ سهْمـا يــرُوم اصْطِـيـاده.
*
حــيــاةُ المـحـبّـيـن حــــرْبٌ ونــــارٌ
وقـلـبٌ جُـنـونٌ..ومــا مِــنْ هَــوادَهْ

وأنــتِ جنـونـي ونــاري وحـرْبــي
ولـــولاكِ أنـــتِ.. تـــزول الـعِـبـادَهْ

جويلية 2016
صلاح داود

هناك تعليق واحد:

  1. تحياتي لهذا الموقع الجديد وللصديق علاء على هذا التشرريف لقصيدة عمرها بضعة أيام ..

    ردحذف