العدد 10 لسنة 2016
صوتي
للشاعر العراقي عادل الدرّة
صوتي خيول في البراري تصهلُ
والشوق من خمر المواجع يثملُ
سنواتُ عمري في الدروب تبددت
مَنْ ذا يلملمني إذن يتمهلُ
والليل وزعني على طرقاته
أغفو بأرصفة الهوى أتسوّل
خلف الشفاه تعثرت كلماتنا
أكداس حزن باللسان تهلهلُ
من ذا سيعطيني نشيد مسرّة
فالحزنُ حصن للفؤاد ومعقل
شعري أهشّ به على جرح ثوى
بين الضلوع بلوعتي يتأمّلُ
ويقيم في فجر النبوءة مأتما
فالليل في فجر النبوءة كلكلُ
رئتي مداخن لوعتي محرابها
وطن يعانقه الضنى يتبتل
صوتي مواجع كبرياءمُزّقتْ
من ذا نلوم على الضياع ونعذلُ
حتى تمزقنا فُتات موائد
وحديثنا عند الحديث مرعبل
والنخل تعلكه سنون فجيعة
والطلع من هول المصاب معطّل
وحنين نخلتنا أزيز مواجع
والطائر القمْري حزنا يثكل
صفصاف قريتنا حرائق شوقه
حزنا أن قلاها في المساء الشمأل
ماعاد وجه للفرات نحبه
كنّا نهيم بحسنه نتغزّلُ
لبس السواد يُزفّ ساعة عرسه
لمشانق الموت النبيل يهلل
وجهي وإبهامي وكل جوارحي
نبضات قلبي في هواك تُسجّلُ
عدّوا دموعي النازلات توجعا
سألوا لماذا بالمواجع أثقل
وتسابقوا نحو الغنائم فرقة
تعدو يسابقها فريق مرملُ
صرنا فضيحة عصرنا أو سوءة
بفم الزمان مهازلاً نتنقلُ
لا الحبّ يسكنُ دارنا لا شمسنا
عند الصباح بنورها نتكحلُ
لا ضحكة الامس البرئ تعطّرت
أذني بها لا حبنا نتخيّلُ
صرنا نقاتل بعضنا من جهلنا
وعدوّنا بين البيوت مدلّلُ
ماذا سأكتب عن زمان مهازل
قلمي وحبي والقصائد تخجلُ
والمال ربّ والعباد تجمّعوا
والآي في بيت النبيّ تُرتلُ
وضعوا أصابعهم بآذان لهم
وثيابهم فوق النواظر تُسدلُ
بغداد فاتنة الزمان توشحت
بثياب حزن فالصبايا تُقتلُ
جرحان في قلبي دمي يجري لها
والارض من هول المصاب تزلزل
في غزة الاهلون فيها حُوصروا
شعب على ألم المواجع أعزلُ
والخائنون الحاكمون تبجّحوا
كفّ الغزاة بذلّة قد قبّلوا
طلبوا السلام تعقّلا وحضارة
والعقل في كل المواضع فيصلُ
يا أهل غزّة يا شهود ضياعنا
أنتم خلاصة ما نقول ونجهل
رؤساؤنا..أمراؤناوملكونا
صُمّ وبكم صمتهم لا يُعقلُ
ثمن العروش رقاب شعب كامل
قد أسلموها للغزاة ليفعلوا
مادام عرشٌ للرئيس مبجّلاً
لاشئ بعد العرش كلٌّ يسهل
ياجمرة بين الاضالع يكتوي
منها الفؤاد وحزنه لا يأفلُ
حسّان لا يشفي غليلي شعره
فالحزن في كل المرابع يعولُ
الله من دهر تغيّر ناسه
لو عاد فينا مَنْ سيهجو جرول
الكل يمدح نفسه متثائبا
فهو المفكّر إنْ تبيّن معضلُ
والفارس المغوار في جنباتها
إنْ قيل يوماً للكريهة أقبلوا
وهو الكريم فلا كريم مثله
والآخرون على الخلائق ممحلُ
عجباً فما بال الشعوب إذنْ غدت
سحباً دماها في البرايا تهطلُ
وخريطة الوطن الحبيب تمزّقت
مَنْ ذا بتمزيق الخريطة يحفلُ
سيظلّ يشغلنا سؤال صغارنا
أين الصباح وفجره المخضوضلُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق