بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 19 نوفمبر 2016

العدد 10 لسنة 2016 ... وطن ولا وطن ... الشاعر السوري د. عمر هزّاع

 العدد 10 لسنة 2016

وطن ولا وطن

الشاعر السوري د. عمر هزّاع



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
.
يَمشي - وَمِن قُدَّامِهِ - قِدَمُهْ
< نَحوَ الوَراءِ > تَجُرُّهُ قَدَمُهْ
أَدرَكتُهُ لَمَّا استَقَرَّ , وَما
أَدرَكتُ مِمَّا قَد شَكا أَلَمُهْ
فَسَأَلتُهُ : ( ما ذاكَ ؟ ) رَدَّ : ( وَما
يُدريكَ أَيَّ القَهرِ أَلتَهِمُهْ ؟ )
وَاغرَورَقَتْ عَيناهُ , ثُمَّ هَوى
يَجتاحُ < لَطمَةَ خَدِّهِ > سَجَمُهْ
( أَنا شاعِرُ الآهاتِ ) - قالَ - ( وَقَدْ
سَهِرَتْ عَلى " هاءاتِهِ " نُجُمُهْ
قِنديلُ أَفكارٍ مُمَزَّقَةٍ
يُفضي بِها لِلعابِرينَ فَمُهْ
مُذ يَمَّهُ التَّرحالُ مُتَّخِذًا
يَقطينَةً - مِنْ هَمِّهِ - هَرَمُهْ
< < مِن نِقمَةٍ > تَعدو < لِواحِدَةٍ
أُخرى > عَلى أُرجُوحَةٍ > نِقَمُهْ
< رُغمًا > إِلى قِيعانِ مِحنَتِهِ
يَمضي - بِعُكَّازِ الرُّؤَى - قَلَمُهْ
ما افتَكَّ < مِن لُغَةٍ تُجَرِّحُهُ
إِلَّا إِلى لُغَةِ النَّزيفِ > دَمُهْ
ما كانَ يَدري أَنَّ صِحَّتَهُ
يَستَلُّها في غَفلَةٍ سَقَمُهْ
فَالوَجدُ فَلَّذَهُ إِلى كَبِدٍ
مَنخُورَةٍ يَحتَلُّها وَرَمُهْ
وَوُجُودُهُ - لِلقاعِ < دَحرَجَةً >
مُثَّاقِلًا - أَلقى بِهِ عَدَمُهْ
مَصلُوبَةٌ آمالُ غُربَتِهِ
يَلتاثُ فَوقَ جِذُوعِها حُلُمُهْ
في قَلبِهِ وَطَنٌ , وَلا وَطَنٌ
< في قَلبِهِ > يَلقى - الرِّضا - نَدَمُهْ
لَكِنَّهُ يَحيا عَلى رِئَةٍ
وَزَفيرُها بِشَهيقِها يَصِمُهْ
الحَينُ في مَنفاهُ أَرحَمُ لَو
< في غَمرَةِ التَّحنانِ > يَقتَحِمُهْ
مِن هَمهَماتِ " الزَّلِّ " في شَفَتَي
" نَهرِ الفُراتِ " يَرُشُّها زَخَمُهْ
مِن " عَجعَجاتِ " الرِّيحِ قافِيَةً
يَصطافُ في أَلوانِها كَلِمُهْ
مِن شَعشَعاتِ الصُّبحِ شَقشَقَةً
عُصفُورُها تَغريدُهُ نَغَمُهْ )

هَجَروهُ , أَم هُم هَجَّروهُ , فَلا
فَرقٌ , فَتَطوافُ النَّوى حَرَمُهْ
مازِلتُ لا أَلوي عَلى سَقَمٍ
أَحسَستُهُ لَمَّا التَوى قَسَمُهْ
( وَاللَّهِ لَولا مُضغَةٌ صَلُحَتْ
لَسَجَدتُ لَمَّا لاحَ لِي صَنَمُهْ
وَطَني وَفي كَفَّيَّ رايَتُهُ
رَفَّتْ , وَفي عُمقِ الحَشى عَلَمُهْ )
أَنا ما اتَّهَمتُ شُعُورَهُ أَبَدًا
لَكِنَّني بِالشِّعرِ أَتَّهِمُهْ
فَأَنا بِهِ الشَّخصُ الذي انفَصَمَتْ
شَخصِيَّتاهُ , وَلَم يَزَلْ لَمَمُهْ
.
******
عمر جلال الدين هزاع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق