العدد 10 لسنة 2016
وطن ولا وطن
الشاعر السوري د. عمر هزّاع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
.
يَمشي - وَمِن قُدَّامِهِ - قِدَمُهْ
< نَحوَ الوَراءِ > تَجُرُّهُ قَدَمُهْ
أَدرَكتُهُ لَمَّا استَقَرَّ , وَما
أَدرَكتُ مِمَّا قَد شَكا أَلَمُهْ
فَسَأَلتُهُ : ( ما ذاكَ ؟ ) رَدَّ : ( وَما
يُدريكَ أَيَّ القَهرِ أَلتَهِمُهْ ؟ )
وَاغرَورَقَتْ عَيناهُ , ثُمَّ هَوى
يَجتاحُ < لَطمَةَ خَدِّهِ > سَجَمُهْ
( أَنا شاعِرُ الآهاتِ ) - قالَ - ( وَقَدْ
سَهِرَتْ عَلى " هاءاتِهِ " نُجُمُهْ
قِنديلُ أَفكارٍ مُمَزَّقَةٍ
يُفضي بِها لِلعابِرينَ فَمُهْ
مُذ يَمَّهُ التَّرحالُ مُتَّخِذًا
يَقطينَةً - مِنْ هَمِّهِ - هَرَمُهْ
< < مِن نِقمَةٍ > تَعدو < لِواحِدَةٍ
أُخرى > عَلى أُرجُوحَةٍ > نِقَمُهْ
< رُغمًا > إِلى قِيعانِ مِحنَتِهِ
يَمضي - بِعُكَّازِ الرُّؤَى - قَلَمُهْ
ما افتَكَّ < مِن لُغَةٍ تُجَرِّحُهُ
إِلَّا إِلى لُغَةِ النَّزيفِ > دَمُهْ
ما كانَ يَدري أَنَّ صِحَّتَهُ
يَستَلُّها في غَفلَةٍ سَقَمُهْ
فَالوَجدُ فَلَّذَهُ إِلى كَبِدٍ
مَنخُورَةٍ يَحتَلُّها وَرَمُهْ
وَوُجُودُهُ - لِلقاعِ < دَحرَجَةً >
مُثَّاقِلًا - أَلقى بِهِ عَدَمُهْ
مَصلُوبَةٌ آمالُ غُربَتِهِ
يَلتاثُ فَوقَ جِذُوعِها حُلُمُهْ
في قَلبِهِ وَطَنٌ , وَلا وَطَنٌ
< في قَلبِهِ > يَلقى - الرِّضا - نَدَمُهْ
لَكِنَّهُ يَحيا عَلى رِئَةٍ
وَزَفيرُها بِشَهيقِها يَصِمُهْ
الحَينُ في مَنفاهُ أَرحَمُ لَو
< في غَمرَةِ التَّحنانِ > يَقتَحِمُهْ
مِن هَمهَماتِ " الزَّلِّ " في شَفَتَي
" نَهرِ الفُراتِ " يَرُشُّها زَخَمُهْ
مِن " عَجعَجاتِ " الرِّيحِ قافِيَةً
يَصطافُ في أَلوانِها كَلِمُهْ
مِن شَعشَعاتِ الصُّبحِ شَقشَقَةً
عُصفُورُها تَغريدُهُ نَغَمُهْ )
هَجَروهُ , أَم هُم هَجَّروهُ , فَلا
فَرقٌ , فَتَطوافُ النَّوى حَرَمُهْ
مازِلتُ لا أَلوي عَلى سَقَمٍ
أَحسَستُهُ لَمَّا التَوى قَسَمُهْ
( وَاللَّهِ لَولا مُضغَةٌ صَلُحَتْ
لَسَجَدتُ لَمَّا لاحَ لِي صَنَمُهْ
وَطَني وَفي كَفَّيَّ رايَتُهُ
رَفَّتْ , وَفي عُمقِ الحَشى عَلَمُهْ )
أَنا ما اتَّهَمتُ شُعُورَهُ أَبَدًا
لَكِنَّني بِالشِّعرِ أَتَّهِمُهْ
فَأَنا بِهِ الشَّخصُ الذي انفَصَمَتْ
شَخصِيَّتاهُ , وَلَم يَزَلْ لَمَمُهْ
.
******
عمر جلال الدين هزاع
.
******
عمر جلال الدين هزاع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق