بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 سبتمبر 2018

العدد التاسع لسنة 2018 عيون الذوق للشاعر العراقي زاهد المسعودي

 العدد التاسع لسنة 2018

عيون الذوق 

للشاعر العراقي زاهد المسعودي





كتبتُ فقالوا لي لَإنّكَ مبدِعُ
... ونظمُكَ في خصبِ التخيُّلِ يرتعُ
.
نراكَ وقد أدماكَ حرفٌ مقرِّحٌ
...... وبوحٌ بآهاتِ التعاسةِ مُشبَعُ
.
كأنَّكَ والاوجاعَ والهمَّ والأسى
..........توائمُ في رحمِ البلاءِ تجمّعوا
.
نشيجُكَ في الشكوى مهشَّمُ أصفُحٍ
........ كإنَّ التي تُملي القصيدةَ أضلُعُ
.
قرأناكَ من كهفٍ تطلُّ على المدى
....... ولا لكَ صوتٌ في المحافلِ يُسمعُ
.
. تدسُّ قوافي الليلِ طيَّ وسادةٍ
............. وأحلامُكَ الغنّاءُ جدبٌ مقنَّعُ
.
الى مَ جيوشُ اليأسِ تكبحُ ثورةَ ال
......... طموحِ ولا سيفٌ لعزمِكَ يردعُ ؟
.
الا توقظُ الاضواءُ فيكَ انطفاءةَ ؟
........أيرضيك إذ تخبو وغيرُكَ يلمَعُ ؟
.
وكنتَ على سرجِ المنصّةِ فارساً
.......... فمالكَ في جحرِ الترددِ تقبعُ ؟
.
ألستَ تظنُّ الشعرَ صنوَ رسالةٍ
....... فهلْ منْ رسولٍ في البلاغِ يتعتعُ ؟
.
أقلتَ أبادَ العمرُ جُلَّ غصونهِ
..... ولن يَبلغَ العلياءَ ضاوٍ مضعضَعُ؟؟
.
إذا لمْ يكنْ في العمرِ الا كضحضحٍ
.........لكانَ من الأجدى , وماؤكَ ينفعُ
.
لأنْ ترويَ الذوقَ الرفيعَ برشفةٍ
............. لعلَّ قليلاً من كثيرِكَ أنقعُ
.
سيَهنَأْكَ نيلاً إنْ تداركتَ مسرعاً
............. مُناكَ وإلا فالمَنيّةُ أسرعُ
.
فهيّا وعدْ حيثُ الذينَ وعدتَهم
....... فما عادتِ الأعذارُ غيرَكَ تُقنِعُ
.
فشكراً لمن أسدى إليَّ نصيحةً
............ وآلمهُ أنّي أصبُّ وأكرعُ
.
كؤوسَ زمانٍ منْ عُصارةِ علقمٍ
............ ومزّتُها شوكٌ بقلبي يُقطِّعُ
.
تُجاذبُ أطرافَ الجراحِ قُصاصتي
....... معَ القلمِ المخمورِ وهوَ يبضِّعُ
.
من الثملِ لا يُغرى بوهجِ منصّةٍ
... وهلْ يُشغِلُ السكرانَ ومضٌ مُشعشِعُ؟
.
وهل تُشعلُ النيرانُ حقّاً وترتجي
................ بقايا رمادٍ لا يإجُّ فيسطَعُ؟
.
فذرني الى أحضانِ كهفِ توحّدي
.......... ألوذُ إذا هاجَ الحنينُ وأهرعُ
.
لعلّي قريباً حينَ يأذَنُ ساجِني
....... أقرُّ عيونَ الذوقِ بوحاً وأُدمِعُ
زاهد المسعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق