مجلة صدى بغداد .. العدد الحادي عشر لسنة 2018
خاص بالمولد النبوي الشريف
دفْـقُ الرُّوح.
للشاعر التونسي صلاح داود
متمم لقصيدة :مدرّب الروح في حضرة ذات الجلالة في مدح سيد الخلق
يا مُمْسكَ السُّحْبِ في العَلْياءِ تُخْصِبُها
يا فالِقَ الرّوحِ بالأسْرار تَحْجُبها
حرِّكْ مع النَّبض في الأضلاع أغْنيتي
هَذي لَهَاتي بِصوْتِ الحَقّ أَطـْـرِبُها
الشَّمسُ مِن قَـبْلِ تهليل الهُدَى اخْتنَـقتْ
مات الشّروقُ وأمسى الغَرْبُ يَخْلُـبُها
حتى صحَا الديكُ في الآفاقِ يُوقِظها
مُذْ هلَّـلَ البِشْرُ في الدُّنيا يُهذِّبُّها
**
فَجْرُ القـلوبِ رسُولُ الحَقِّ نَوّرَهُ
والنّفْسُ في جَوْقةِ الإعْجازِ مَوْكبُها
حتى الهواءُ اسْتطابَ الكَونُ جنَّـتَهُ
فَـانْـثالَ في الأرْضِ أنفاحًا يُطيِّبُها
حَـلَّتْ مع المُصْطفَى راياتُ مَرْحَمةٍ
ما عَاد لِلبنْتِ سَـوْآتٌ تُعَــيِّـبُها
والوأدُ باتَ بِشرْع اللهِ مَلْعَنةً ،
اللهُ يَمْقُـتُها واللهُ يَشْجُبُها
**
هذا محمّدُ تاجُ العشقِ.. وَا شَرَفِي!
هَامُ الطُّغاةِ هَوَتْ صَرْعَى مَوَاكبُها
واغْرَوْرقتْ في دُجَى الظَّـلْماءِ جُذْوَتُهم
لَـمْ يَـقْـتــدِرْ صَــنَــمٌ هَـاوٍ يُلَـهِّـبُـهـا
دُهْمُ الغَياهِبِ في الطُّغْيانِ غائِرَةٌ
لوْلاهُ ما ضَاءَ بالإشراقِ كوْكبُها
أوْ رَفَّ لِلْحرْفِ في الإسْلام ألْـويَةٌ
اِسْمُ الْجَلالةِ للْعلْياءِ يَنْـسِـبُها
**
يا سائلِيَّ عن الدَّفـْـقاتِ صُلْبَ دمي
أنْسامُ أحمدَ يَغْـزُو الصَّدرَ أطْـيَـبُها
في رحْلةِ النَّـفَـقِ المُفْضِي إلى نَـفَـقٍ
كُـنّا لأحْمدَ كلَّ الرُّوحِ نَسْكُبُها
جُزْنا المَكائِـدَ مِن أَرْجاس ذي لَهَـبٍ
آنـافُـنَــا أُنـُـــفٌ والـطٍّـيــبُ مَأْرَبُــهــا
ما نحنُ إلا بخيْـرِ الخَلْـقِ مَفْخَـرةٌ
عِـزُّ الشُّموخِ وَصَفْـوُ الدِّينِ مَرْكبُها
**
يا رَبِّ ..
يا رَبِّ .. لمْ تكتملْ بالشعْر أغنيتي
ما زالَ قيثارُ صَوْتِ الحقِّ يُطْربُها
هذا محمدُ... يا موْلاي في خَلَدِي
والنفْسُ يسْري من الأشواق أعجَبُها
**
سافِـرْ دبيبَ الهُدَى واغْـمُرْ لَظَى ظمَئي
كلُّ الشّرايينِ تدْعُوني مَشاربُها
وافتحْ دُروبا يُعَـشّـيها دُجَى صَلَـفي
كمْ غرّرتْني كؤوسُ الوهْم أشْرَبها
و الدَّفْقُ أنتَ أيا اللهُ غامِرُنا
إن تسْتكِنْ مُهَجٌ... نَجْواك تُوثِـبُها
صلاح داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق