العدد العاشر لسنة 2018
( حَضارةُ الرّمل )
نص نثري
للشاعر العراقي فراس جمعة العشماني
عندما غادرت المساء الأخير ، رَمّمت رئتي بهــواء القصائدِ ، قبل أن أنثر كفوف الوداع ، فوق رأسـي المستسلمة لهذا الصخب الشّاسع ، كــــــــــــروح
بلا صوت ، تقضم من السّكوت حفنةَ محيط ضاجّْ
لتنسج من الصّمت خيوطآ بحجم حبالٍ ، تحتــال
على الأشجار ، لتتسلق البَرد بكامل الجِّراح ، ألّتي رَتقْتُها بالصّلوات القديمة ، وآخر الآيات الطّافحـة
على ضفاف المآذن . مرة أُخرى أعود ، وفي جيبي
الكثير من القواميس والحضارات ، تائها بين دوائر التأريخ الفارغة ، لِأَملأها بالصّفير المتردد ، أبحث
عن عصافير ، وعن عكّازٍ تبرّع بنصفه الآخر ، هدية للحرب ، ونصف للضياع الرّاكد ، هناك عند البُرَك الصّارخة ، بتجاويف الزّفير المتشبث بجثّة إنكيدو
والمرايا العالقة بالبحيرات ، ألّتي تستنسخ النجوم
قبل أن يبتلع الطّين وجه كلكامش ، وتنحصــــــــر الحدائق في سلال الماء ، لتحتسي الخضرة نبيـــذ الرّمل ، فتمطر السّماء أحجار .
فــ آهٍ يا تجاعيد بابل المحنّطة في البيـــــــــوت
آهِ يا شظايا المعلّقات القافزة على مفاتــــــن
الأنهار
آهٍ و آه رددتها مملكة القصب في حضـــــــرة المناجل
فراس جمعه العمشاني / العراق
30/10/2018
30/10/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق