بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 4 نوفمبر 2018

العدد العاشر لسنة 2018 من المنتقيات \...... ياقدس عفوا للشاعر التونسي محمد برهومي


العدد العاشر لسنة 2018

من المنتقيات
.................

ياقدس عفوا

للشاعر التونسي محمد برهومي





***************
 

قدس العروبة دمعها ينساب
لكأنما في عينها مزراب


تبكي الكنائس والمساجد صمتنا
فسيوفنا عند الوغى أخشاب


أرض الرسالات المشع ضياؤهما
لفت بها العتمات فهي يباب


ماذا نقول لخالد و الغافقي
وابن النصير إذا أطاع خطاب؟


والحال مختلف اللغات تبرأت
مان عارنا .. والصرف والإعراب


أنقول عزتنا الأبية ألقيت
بمزابل التاريخ يا أصحاب؟


أنقول دنست القباب بأرضنا
وارتادها بعد الحمام ذباب؟


أنقول أسد الغاب صار يخيفها
عند الهزيع ثعالب وذئاب؟


أنقول عتبة صار يدمن جبنه
لما تجلجل في النزال حراب؟


عفوا صلاح الدين أدركنا فكم
عظم المصاب و زادت الأوصاب


سبعون من أوراق توت حيائنا
تساقطت ..عصفت بها الأحقاب


سبعون عرتنا و ذي عوراتنا
مكشوفة مذ مزق الجلباب


يا أرض مسرى الأنبياء الى السما
عفوا إذا داست عليك كلاب


عذريك إن أكل الجراد حقولنا
و استفحلت في قطرنا الأغراب


"إترمب" جاءك هازئا بمبادئ
نصف سدى والباقيات سراب


يرنو لقد قميص يوسف بعدما
وقف الطريق وغلقت أبواب


"إترمب" جاء مكشرا لكأنه
ضبع بدت في فكه الأنياب


يهفو للعق دماك في ظمئ فهل
صدته عن غاياته الأعراب


لا لم نحرك دون عرضك ساكنا
كالشاة حين يتلها القصاب


لم نبد غير الشجب في إعلامنا
فخطابنا متملق كذاب


و جنودنا ورق وأغلب من همو
يتزعمون بلادنا أذناب


يا قدس عفوا إن عزفت قصيدتي
شجنا فبوتقة الشعور عذاب


ومساحة الأمل الندي تضاءلت
كالنور حين يعيقه سرداب


لكنني متفائل رغم الجوى
فمن الجروح ستنبت الأعشاب


ومن الرماد ستوقد النار التي
لما تئج ستحرق الأحطاب


يا قدس إن سكت الأنام تخاذلا
فلسان حالي بالوفاء شهاب


يا قدس إن صمت الجميع تزلفا
للغاشمين وأسلموا و أنابوا


وحدي سأبقى زاعقا بقصائدي
كالنسر في الآفاق لست أهاب


سيظل حرف الشعر ينضح من دمي
وكانه وقت الصدام نشاب


سأظل باسم الشعب أهتف للوفا
تحيا العروبة تسقط الأنصاب...

-------------------------------------
بقلم محمد برهومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق