بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

العدد العاشر لسنة 2018 رِسَالَةٌ إلى وَطَنِي - - للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز


العدد العاشر لسنة 2018

رِسَالَةٌ إلى وَطَنِي - -
  
للشاعر العراقي   الدكتور ابراهيم الفايز  





إلى وَطَنٍ أَلْهَبْتُ فِيهِ مَشَاعِرِي
فَصَيَّرَنِي فَرْدَاً بَكَتْهُ الْمَحَافِلُ

أَتَيْتُكَ حَبْوَاً كَيْ تَرُدَّ حُشَاشَتِي
عِرَاقِيَّةً طَالَتْ عَلَيَّ الْمَعَاوِلُ

أَرَى كُلَّ مَنْ حَوْلِي عَلَيَّ تَكَشَّرَتْ
نَوَاجِذُهُ وَاسْتَصْغَرَتْنِي الْفَطَاحِلُ

وَكُنْتُ كَماءِ الْمُزْنِ إِنْ عِيلَ مَاؤُهَا
وَكَالدُّرِّ مَكْنُونٍ رَمَتْهُ السَّوَاحِلُ

فَأَصْبَحْتُ في الْمَرْمَى عَلَيَّ تَمَاطَرَتْ
سِهَامٌ رَمَتْهَا حَاضِنَاتٌ وَنَابِلُ

لَقَدْ جَعَلُوا ثَوْبَ العُرُوبَةِ سُبَّةً
وَثَوْبَ بَنِي الإِسْلامِ عَارَاً يُعَامَلُ

وَسَامُوهُ بِالْإرْهَابِ ظُلْمَاً وَغِيلَةً
وَبِالجَّهْلِ أَحْيَانَاً وَمَا فِيهِ عَاقِلُ

وَقَالُوا بِهِ عِنْدَ الْحِوَارِ لَجَاجَةٌ
وَلَيْسَ لَهُ غَيْرَ السِّيُوفِ بَدَائِلُ

وَقَدْ أَخْطَأَ التَّارِيخُ إِذْ قَالَ إِنَّهُمْ
مُلُوكٌ إذا سَاسُوا كِرَامٌ مَنَاهِلُ

فَهُمْ حَفْنَةُ الصَّحْراءِ كَانُوا رُعَاتَهَا
فَبَادُوا وَأَبْلَتْهُمْ قُرُونٌ أَوَائِلُ

إذا احْتَكَمَتْ عِنْدَ الْوُرُودِ قَبَائِلٌ
فَلِي إِبِلٌ قَدْ أَحْرَمَتْهَا الْقَبَائِلُ

إذا حَانَ وِرْدُ الْمَاءِ تَأْتِي جِمَالُهُمْ
خِمَاصَاً فَلا تَعْدُوهُ وَهِيَ حَوَامِلُ

وَلِي إِبِلٌ تَأْتِي عَطَاشَى وَتَرْتَمِي
وَتَصْدُرُ مِنْ رَمْضَائِهَا تَتَحَامَلُ

فَإِنْ كَانَ وِرْدُ الْمَاءِ عِنْدَكَ قَاتِلاً
سَأَشْكُوكَ عِنْدَ اللّٰهِ إِنَّكَ قَاتِلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق