مجلة صدى بغداد
العدد الثاني عشر لسنة 2018
عذراً أبي
للشاعر المصري أحمد مدحت جعفر
=====
ظلمٌ وشح تراحمٍ وحنان
وشماتةٌ تُردي وفحشُ لسان
===
ومكائدٌ لا تنتهي وترصدٌ
يحتار من دَأَبٍ له الثقلان
===
كل الذي عانيتَ صار يَلُفُني
وكأننا روحٌ لها جسدان
===
وأنا الذي ما رمتُ قط تجنياً
أو كان لي فيما يضر يدان
===
لا ذنب لي إلا ابتغاء معيشةٍ
في عِفَّةٍ وسلامة وأمان
===
تمضي الحياة وكل يوم ينقضى
يُرسي كآبةَ قحطها وهواني
===
وأبيتُ في أرقٍ يبيت بداخلي
بمدامعٍ ذابت من الهملان
===
تمضي كما عايشتَ ذلَّ جحودها
أَلقى الذي قد كنتَ قبلُ تُعاني
===
كيف احتملتَ شرورها وفسادها
ومرارةَ النكران والشنآن
===
وتتابعَ الطعنات دون توقف
ودماً وسيلَ الدمع يستبقان
===
وجحودَ منتسب وغدرَ مداهنٍ
أو حاقدٍ ومنافقٍ وجبانٍ
===
طودٌ أشمٌ أنت ما بين الورى
ريحٌ زكيُ العرف طهرُ معاني
===
لم تلتفتْ يوماً لسوءِ صنائع
ووساوس الإرجاف والهذيان
===
قد صنتَ طهر الأنف عن ريحٍ لها
نتنٌ يؤلب ثورة الغثيان
===
وكتمتَ كل توجس وتوجع ٍ
وعفوتَ عن زللٍ وخبث طعان
===
لكنني رغم الذي لاقيتُهً
مثل الذي لاقيْتَ من وَهَجان
===
قد عزّ صبري واستجار تجلدي
واعتلّ قلبي من لظى الخفقان
===
عذراً فمثلك لا يُجارَى بأسُه
أو نُبْلُه في الناس عبر زماني
===
صمتي وإحجامي وسجن تشرزمي
وتعثري أَبَتِي شهودُ عَيانِ
=====
دكتور/أحمد مدحت جعفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق