بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 11 يناير 2019

مجلة صدى بغداد العدد الأول لسنة 2019 من اضطهد من .. صدام أم الجواهري ؟ بقلم : حسين قاسم مريوش





مجلة صدى بغداد

العدد الأول لسنة 2019

من اضطهد من .. صدام أم الجواهري ؟

بقلم : حسين قاسم مريوش











الجواهري هذا الشاعر العملاق الذي لازال يشكل حالة من التفرد بالعطاء وخصوصية بالشعر والجدل...قبل اسبوعين وفي شارع المتنبي قادتني قدماني الى ندوة كانت ضيفتها حفيدة الجواهري السيدة (بان فرات الجواهري) كانت مخصصة للحديث بشكل مفصل ودقيق لكل خبايا الجواهري النفسية ومواقفه الاجتماعية والسياسية التي مر بها الشاعر الكبير وعلاقته بمختلف الحكام الذين عاصروه ..فعرجت السيدة (بان) على هذة المواقف والتي هو في اغلبها معروفه للجميع لكثرة تناوله عند النخب المهتمه بالشعر عموما وشعر الجواهري خصوصا لكن الذي لفت انتباهي واعتبرته متفرد هو علاقة الشاعر الكبير (بصدام حسين) الرئيس السابق للعراق هذة العلاقة التي اخذت من الجدل الكثير ..والتي لم تخلص من التلفيق والتأويل. وهذا يعود برائي الى سببين اولهما ان البعض لكثرة حقده على النظام السابق لاسباب شتى فانه يئول وبالتالي هو يهدف بشكل او باخر النيل من هذا النظام خصوصا وان الحب والعشق الذي يمتلكه الشاعر الجواهري لدى الغالبية من الجمهور والنخب المثقفة دون شك هو حب واحترام كبير ..ولذلك فان هذا البعض يحاول ان يلعب على هذا الوتر ..اما السبب الثاني برائي هو ان البعض عندما يتناول هذة العلاقة يحاول ان يوصل رسالة للجمهور بانه كان مقربا من عائلة الجواهري بشكل عام ومن الجواهري بشكل خاص وهو بذلك يحاول يضع نفسه مكانا عليا ..
اعود الى هذة الفقرة وما ذكرته السيدة (بان الجواهري) عند سوالها  من قبل احد الحضور عن تداعيات هذة الفترة والجدل الذي صاحب هذة العلاقة بين الشاعر الجواهري وصدام .فالمعروف لدى الاغلبية ان صدام اسقط الجنسية العراقية عن الجواهري وانه منعه من دخول العراق وهذا هو مع الاسف الشائع كما يعتقد البعض  وان القصيدة التي تبدا بالبيت الذي يقول (سل ضجيعك يا ابن الزنا انت العراقي ام انا) هو رد من قبل الجواهري على كل هذة الاجراءات التي اتخذت من الحكومة العراقية انذاك وعلى رائسها الرئيس طبعا ...هنا وهو المهم والذي يجب توضيحه وكما صرحت بذلك السيدة (بان الجواهري ) ان كل هذة الاجراءات لم تحصل اصلا وان الذي كان وحصل فعلا هو الطلب من الجواهري العودة للعراق متى ماشاء ذلك وسيكون مرحبا به ..اما القصيدة وهي التي اشرنا الى مطلعها سابقا ..فقد نفت السيدة حفيدة الجواهري نفيا قاطعا ان تكون هذة القصيدة تعود للجواهري ..وقد عللت ذلك اولا انهم يعرفون من هو كاتبها فقد اشارت الى ان اسمه حسب ما اتذكر كون الاسم ذكر مرة واحدة ..هو الشاعر (حسين العساف ) ..ثانيا ان الفترة التي كتبت بها هذة القصيدة هي فترة التسعينات بالضبط عام 1995 وهي فترة كان الجواهري بها قد بلغ من العمر عتيا ..ثالثا ان نظم وسياق القصيدة يختلف اختلافا كليا عن ما يكتبه الجواهري ... فالأسلوب تماما لا يعود للجواهري الذي عرفنا نظمه اشبه واقرب ما يكون للشعر العربي في صدر الاسلام وما تلاه ..وهذا النظم الذي سبب حرج كبيرا لدى البعض بعدم القدرة على اختيار اشعار الجواهري للغناء ..
 لست هنا في محل الدفاع عن النظام السابق بقدر تعلق الامر بتوضيح وملابسات اخذت حيزا كبيرا بين الاوساط المعنية بالثقافة عموما  والشعر خصوصا  ومن مصدر مقرب جدا من العائلة الجواهرية.. فبعد كل هذة المقدمات التي اشارت لها السيدة حفيدة الجواهري ..ختمتها بالقول ان الرئيس العراقي صدام حسين قد ارسل لهما رسالة مفادها (( اني لم اضطهد الجواهري يوما.. لكن واقع الامر ان الجواهري اضطهدني))..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق