بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 يناير 2019

مجلة صدى بغداد .. العدد الأول لسنة 2019 .. من المنتقيات .. عزفت شعري .. للشاعر الفلسطيني باسل البزراوي


مجلة صدى بغداد

العدد الأول لسنة 2019
 

من المنتقيات
 
عزفت شعري
 
للشاعر الفلسطيني باسل البزراوي





عزفتُ شعري غماماً زادني غمّا
وأترَعَ القلبَ من أحلامهِ همّا

فما ارتويتُ ولا كادت تفارقني
رياحُ شعري التي أوهت بيَ العظْمَا


أراقبُ السيلَ قد جافى سواقيَهُ
وغوّرَ الماءُ واشتاقَ الشذا الشمّا


وغادرَ الشيحُ والقندولُ ربوتَهُ
وأصحرَ الفجرُ في بيدائها جَهْمَا


صحراءُ كانت! هي الأشعارُ مقفرةٌ
لا ماءَ لا ظلَّ لا صفصافَ لا يمّا


صحراءُ كانت! وتاهت في غَوايتها
فليسَ تورقُ ما لم تُسمِعِ الصُمّا


صحراء كانت! فما بالي أعاقرُها
مع الندامى فيغدو حلوُها سُمّا


هي الحروف أتت تترى وآهتها
تترى, وصمتُ المدى يوحي لها " برْما".


تهذي و"تبرُمُ" خلف الوقتِ عابثةً
في شرفة الصبح كي تبدو بهِ وشما

 
كان البهاءُ بها يجلو الصدى ثملاً
فصار طولُ لياليها لنا حُكما


وصارَ عنوانُ روحي في أزِقّتها
ناراً تشبُّ فتزدادُ الرؤى حُمّى


فصوتيَ الحرُّ يبدي ما اختفى وبهِ
تندى بلادي ومَن كانت لها حِلما


قد بعثرتْهُ الخماسينُ التي غمرتْ
براعمَ الطيفِ وانثالَ الجوى لؤما


لوّنتُ طيفَ حروفي كالأصيل وهل
جُنّ الأصيلُ بها أو سلّها سهْما


وهل تراءت له من بعدِ غربتهِ
إلا خيالاً تلاشى حينما لمّا


فما حروفي سوى روحي ورقّتها
ألوذُ فيها إذا جاشَ الصدى نَظما


هربتُ من شعريَ المجنونِ فاعتلقت
قلبي القصيدةُ والتاعَ الجوى لَوْما


وما أزالُ أسيراً لا تعاودني
شمسي فتطلقُ من ليل الدجى نَجْما


كتبتُ حتّى تحاماني البيانُ وما
أدركتُ أنّ الرؤى في ذاتها كَلمَى


مهرتُ لوني وروحي من دمي ولَهاً
وقمتُ أرعى سمائي حائراً أعمى


وقفتُ وحدي وليلُ السهدِ يألفني
ويستبدُّ بروحي فجرُها ظُلما


يحتارُ صوتي وتلهو فيهِ عابرةً
خطوبُ حالٍ قسا إذ علّنا سقْما


يُجالِدُ الشعرُ أحلامي فيوقظُها
من المنامِ فما عادت تعي نوما


فليتني ما عرفتُ الشعرَ أو قسمتْ
لهُ الحياةُ بأنْ يغدو ليَ الخصْما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق