مجلة صدى بغداد
العدد الثالث لسنة 2019
الشيوعيون أكثر من تعرض للإضطهاد
بقلم : علاء الأديب
..............................................
من خلال البحث في سير الادباء والفنانين العراقيين المنسيين توصلت الى حقيقة دامغة هي ان أكثر من تعرض منهم الى اضطهاد الحكومات المتتالية على العراق كانوا منتمين إلى الحزب الشيوعي او على الاقل ممن كانوا مؤمنين بفكر هذا الحزب ولم يكن تعرض غيرهم للمطاردة والسجن والاعدام بمستوى تعرضهم هذا . وتلك الحقيقة ربما يعرفها الكثيرون غيري وخاصة ممن سبق جيله جيلي وعايش زمن هؤلاء الادباء والفنانين لكنها أمانة يجب التصريح بها للجيل.
فما من مجال من مجالات الثقافة والفنون في هذا الوطن الا وكان للمثقف الشيوعي فيه حكاية مأساة ومعاناة وما من سجن أو معتقل او مشنقة الا وكانت له حكاية معهم.
وإذا أردنا أن نذكر الأسماء فإن القائمة قد تطول .
وعلى الرغم من أني لست شيوعيا وغير مؤمن بالشيوعية فكرا وتنظيما إلا إن الحق يقال فهؤلاء قد صنعوا للعراق قاعدة أدبية وفنية متينة من خلال ابداعاتهم على الصعيد الفكري والادبي والثقافي ولازالت الناس تتغنى بمنجزاتهم التي مازالت تقاوم النسيان رغم انه قد طوى الكثيرين منهم لا لأنها ليست لامعة بل لأن الحداثة التي طرأت على المجتمعات قد ساهمت اسهاما فاعلا في دثر الكثير من معالم الأصالة التي لابد على هذا الجيل ان يعيد اليها بريقها ولمعانها وأن يسهم اسهاما فاعلا في إحياء التراث الذي تمثله لأنه تراث يستحق أن يعود الى الواجهة وبقوة فما من وطن او أمة يمكن ان تستمر وان تحيا دون بناء ركائزها على أسس متينة وتلك الركائز لايمكن ان تصمد دون ان تقام الا على قاعدة صلبة .
من اجل هذا علينا أن نعيد نبش الماضي وأن نوغل في بحثنا عمن كان دورهم الفاعل في انشاء تلك القاعدة وان لانسمح لغبار الزمن أن يدثر ماكان متلألأ في سماء الوطن من انجازات ابداعية في كل المجالات بغض النظر عن توجهات اصحاب تلك المنجزات لأنها منجزات عراقية في اولها وآخرها اضافة الى انها ابداعية تستحق ان تعود الى مكانها ومكانتها.
علاء الاديب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق