العدد الثالث
لسنة 2015
قامات وهامات
(مرآة النوارس )
للشاعر العراقي
د سعد ياسين يوسف
- إلى دجلة
يمّرُّ الزمانُ
وأنت تَحلو
كما الشوقُ الذي
أيقظتَ .
سحبُ العذاباتِ
تُمْطرُ وجهَكَ
بالأسى
وتذوبُ فيكَ
... تعودُ ثانيةً
بكلِّ أغطية ِالقبائلِ
... تّسْتَبيحُكَ
تُطلق آلافَ السِهامِ
تضجُ نوارسُ صبحِكَ
تهوي لصدرِكَ
.
تحتمي بالنبضِ
مذْ كانتْ مياهُكَ
حبرَ اللهِ ..مرآةً
لعشتارَ ،
المعابدِ ، موجَ
أجنحةِ القلاعِ
توجسَها الغزاةُ
وارتقوا جبلَ المخاوف
ِ
كي يطفئوكَ
...
فلا غبشٌ توهمَ
وجدَكَ
وما غَشِيتْ مِرآةَ
وجهِكَ
صفرةٌ إذ ارتقيتَ
...
... ... ...
حبرٌ مياهك تارةً
وثانية ًمرجٌ من
الدمِ والحوافرِ.
يئنُّ طينُكَ
نافراً جرفَ السكونِ
وأنت تعلمُ من
تكونْ
كلُهم مروا وتعلم
كيفَ مروا ..
ملثمينَ بلا رؤوسٍ
..
مدججينَ ... عيونُهم
حجرٌ
وأفئدةٌ هواء
سفحوا دمَ الصبحِ
على الضفافِ وغادروكَ
محملاً عبءَ التراتيلِ
لتعودَ ممتشقا
ً
شمساً ،وأرغفةً
،
وقمصانَ الذين
توحدوا فيكَ
فرساً جموحاً كنتَ
تَجيئُنا
فتنوءُ سحناتُ
اليبابِ
وتنتشي الطرقاتُ
مترعةَ الغلالِ
يا ملاذَ النخلِ
.
... ... ...
يا ربَّ هذا الخصبِ
الآيلونَ إلى الرحيلِ
توضأوا بكَ
واستقبلوكَ صلاتَهم
أخفوكَ بسملةً
..دُعاءَ تهجدٍ
خوفَ المطاراتِ
.
نبيذَهم كنتَّ
وحلوَّ نشيدِهم
ونشيجِهم
حينَ استحمّتْ
في الضلوعِ
نوارسُكَ النبيةُ
افتَتَحْتَ خيوطَ
التذكّرِ
عبرَ نافذة ِالغيابِ
تجمّرتِ الأغاني
الحانياتُ
على شواطئِها
وأنتَ تُوغل في
النشيجِ
وكلما شربوكَ أغنية
ً
توهجتِ الوجوهُ
وأشرقتْ صورُ الأحبةِ
في الفراغ ِ
لوّنتِ الصباحاتِ
الثقالَ
مَنَحْتَهُم جنحاً
كي يلتقوكَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق