العدد الثاني لعام 2016
فعلى الحلم والبلاد السلامُ
للشاعر الفلسطيني : باسل البزراوي
كيفَ يُجدي الصدى ويشفي الملامُ
ويعودُ الصفاءُ والإلهامُ ؟؟
ويحلُّ الوئامُ بعدَ سجالٍ
يتلاشى على يديه الوئامُ
عكّرَ الصفوَ في العيونِ زمانٌ
وتعالى على الحياةِ الحِمامُ
واستباحَ الوجومُ وهجَ المرايا
واستجارَ الحلالَ فينا الحرامُ
وانتمى الوردُ للرياحِ وصافَتْ
مُرملاتٍ من الجَمالِ الرئامُ
أيّ بحرٍ من السمومِ أعِلّتْ
بيدُنا عندما شجَاها الأوامُ؟
فحكايا الزمانِ ترتدُّ فيها
دامياتِ الرؤى وفينا تُسامُ
وغدا الزيزفونُ فيها عليلاً
يشتكي صمتهُ الطويل الغرامُ
ويئنُّ النخيل في وجه أنثى
أبدعت نسجَ مقلتيها الخيامُ
ولها يركعُ الزمانُ احتراماً
وبها ينسجُ المعجزاتِ الجَهامُ
وعلى وجهها الربيعُ تبدّى
مُزهِرَ الحسنِ طيفُه مُستهامُ
هل ترى النارَ في الضلوع هشيماً
وعلى جمرِها يموتُ اليمامُ؟
ويهيمُ الحسُّونُ في كلّ وادٍ
يشتهي الإلفَ والربوعُ نيامُ
يهجرُ الطيرُ وكرَهُ فيناجي
إلفهُ حينما يئجُّ الهيامُ
فتحلُّ الصلالُ من كلِّ صوبٍ
ويلي ربعَهُ الظليلَ السَقامُ
وانبرى الليلُ يستريحُ بعنفٍ
حينَ عادتْ بوجهِها الأصنامُ
يعبدُ البعضُ "لاتَهم" كي يغيبوا
ويلوذ الضميرُ والاحترامُ
ويلذُّ الحادون في كأس خمرٍ
عبّقتها أناملٌ وقوامُ
هوّمَ الشَّربُ بين نهدٍ وكأسٍ
جاهلاً ما رَوى الجدودُ الكرامُ
لم يلوا الأمرَ حين دبّ رحيلٌ
في شجون اللوى ورِيعَ الكِرامُ
واستجمّوا على الصدور فأضحى
يلعنُ الوجدَ والندامى المُقامُ
يحلمُ البعضُ في اللذائذ صبحاً
حينما جدّ للحياة الأنامُ
وهذى الناس واستبدّ السكارى
واشتكى الفجرُ واستغاث الكلامُ
ورضِعنا الآلامَ جيلاً فجيلاً
وانتظرنا فهل يَحينُ الفطامُ؟
فالقرونُ القرونُ صارت مَزاراً
وشكت ظلّها القرونُ العظامُ
والرمالُ الرمالُ جُنَّ مَداها
حينَ همّت بخدرِها الأقزامُ
فاتقوا الرملَ والجدودَ وطهراً
وقبوراً تئنُّ فيها العظامُ
واتقوا الجرحَ في الصدور وذودُوا
عن أمانٍ يعيثُ فيها اللئامُ
واستفيقوا من بعدِ طولِ سباتٍ
في الظلامِ الظلامِ حيث النيامُ
واحمِلوا الشمسَ تستجدُّ ضياءً
لتمُورَ الأمالُ والآكامُ
فلئنْ ترتضوا على الذلِّ نوماً
فعلى الحلمِ والبلاد السلامُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق