العدد 5 لسنة 2016
وحدي
وحدي
للشاعر الفلسطيني باسل البزراوي.
وحدي تعلّمتُ أنْ لا أشربَ الكدَرا
إذا وردتُ ولا أبغي الهوى العكِرا.
أيقنتُ أنّ هوايَ الصبحُ تألفهُ
روحي فتسمو لهُ ما أمَّها سحَرا
أغيبُ عن فلَك الأحلامِ راجفةً
في كفِّ ليلٍ شكاهُ الهمُّ فامتطَرا
فلستُ ممّنْ غواهُ الوهمُ إنْ هدرتْ
بهِ العواصفُ أو أمّوا بهِ الحُفَرا
أيقنتُ أنّي هنا لن أنحني وإذا
ضاقتْ عليَّ فلنْ أستجديَ البشَرا
ولن ألوكَ الذي اجترّوا على دَعةٍ
ولن أكونَ كما كانوا لأنتصِرا
ولن تفيءَ لروحي منهمُ سنةٌ
ولن أفيء كما فاءوا فأعتكرا
أنا الفقيرُ بطبعي لا تكابدُني
إلاّ جراحٌ على وجهِ المدى نُذُرا
ولن يليني كلامٌ باتَ معجمُهُ
يشكُّ صدرَ الورى ناراً ليستعِرا
أبيتُ أحلمُ حتى لا أرى وجعاً
لنا يحلُّ ولا صوتاً لنا غبَرا
ولا هواناً ولا ليلاً تسامرُهُ
ريحٌ تهبُّ على أحداقنا سمَرا
لنا المواضي ولا قدْراً يليقُ بما
كنّا فكيفَ نلومُ القدُرَ والقدَرا
لنا المواضي التي أبكتْ عواذلَها
دماً , وأرختْ علينا حسنَها ستُرا
فكيف تلهو بنا "الفيسبوك"تشربُنا
روحاً ومعنىً فلا تبقي لنا أثرا؟
فنحكمُ الليلَ في سحرِ الكلام ولا
تكفّ عنّا أساريرُ النوى خطَرا
فهل يُسوّدَ خدرُ الليلِ جذوَتنا
وهل تبدّتْ لنا صحراؤنا بحَرا
وهل تناءت بنا الأحلامُ مُكرهةً
حتى تراءتْ على أبوابنا خفَرا
نبكي وننشجُ لا يبدو لنا أملٌ
عبرَ الظلامِ الذي أغرى بنا الخبَرا.
يا قومُ,كونوا نعم,واستمطروا فرحاً
من الغروب الذي أعمى بنا البصَرا
ولا تبينوا ولا تستوقدوا وجعاً
يئنُّ فينا, ويشكو السحْرَ والسحَرا
من كانَ في ذنب الأيام منبرُهُ
وكرٌ, تبدّى على أحلامنا قدَرا
ومن تعامت عن الدنيا بصيرتُهُ
وكلَّ دهراً أتى يستعذبُ النظّرا
وغابَ كلّ الأولى كادوا الظلامَ فقد
أنّ الزمانُ بهم فاستعذبوا الكدرا
وسلَّ كلُّ جبانٍ من كنانته
سهماً ليفتحَ في أوطاننا سقَرا
يا قومُ, ماذا دهى الأيام تنكرنا؟
أم أنّ نكرانها أضحى لنا خُمُرا؟
فكيف نوقدُ نار الحقد من دمنا؟
ونأسرُ الصبحَ كي نشفي به وتَرا
ونعقدُ العزمَ أن نبقى على شفةٍ
من الخرافاتِ نحيا زيفَها ونرى
يا قومُ كنّا وكنّا ثمّ أمطرَنا
حزنَ الحكايةِ برقٌ خلّبٌ عبَرا
فلا يغيثُ الجوى الظمآنَ يُترعُهُ
كأساً يروّ ي ثرى أشلائنا مطَرا
المصدر : الصفحة الخاصة بالشاعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق