العدد السادس لسنة 2017
ديوان العرب فخر العرب
بقلم صفاء العامري
كان ومازال الشعر ديوان العرب يوثق أخبارهم وصولاتهم وجولاتهم قديماً وحديثاً حتى عصر التدوين الذي نقل لنا من طيات التاريخ ما جادت به قرائح الشعراء وكان بعض منه تعليمي توجيهي تربوي وقسم آخر من الشعر كان توثيق لقواعد اللغة العربية وحركاتها الأعرابية بأسلوب شيق يسهل حفظه لأن النفس تميل للتطريب وهذا مايحققه الشعر العربي الموزون في بحوره المطربة الغنّاء لذا كان لزوماً الحفاظ علىٰ ذلك الموروث الأدبي الثر ودعمه بالشكل الذي يحفظ هيكله وجوهره مكتوباً محفوظاً بين السطور وفي خضم آلة التطور والثورة الأليكترونية كان لا بد من الحفاظ على الكتاب وأقامة المؤسسات التي تعنىٰ بهذا الغرض وكان من الصعوبة توفير الوسائل لذلك فعكف البعض ممن يسري الأدب في دمائهم كمداد للحياة ولم يرضوا أن يعيشوا علىٰ هوامشها فأبوا إلا أن يتركوا بصماتهم في سجل الحياة وينسجوا من معاناتهم سلماً للوصول لغاياتهم المنشودة فشهدت ساحتنا الأدبية ولادة صرح جديد من دواووين الشعر العربي على غير المعتاد حيث يصدر الشاعر مجموعته الشعرية في أجواء وطقوس خاصة وإنما عمد العاكفون علىٰ تأليفه بأختيار قصيدة من كل شاعر من شعراء العرب المعاصرين من أجود ما يكون من الجمال والرصانة في النظم والفكرة فتم أختيار أكثر من خمسين قصيدة لشعراء عرب معاصرين من جميع الدول العربية وإفراد مساحة خاصة للتعريف بالشاعر من حيث مسيرته الأدبية ونتاجاته لذلك فإن هذا الديوان يحمل رسالة للأجيال الحالية والقادمة بالتعريف بشعراء عصرهم في ظل أجواء مليئة بسحب الحداثة التي لا تسقي من جدب وضنك الحال وظروف الدول العربية في ظل الخريف ولا أقول الربيع العربي الأوربي المزعوم وما يعانيه الأديب في بعض البلدان مما حدا بهم لترك أوطانهم وأحبائهم حاملين رسالات أصروا إلا أن تصل لمبتغاها ولابد هنا ومن باب العرفان والتعريف من الأشادة للقائمين والمخرجين لديوان العرب وعلى رأس المؤسسات هو البيت الثقافي التونسي في تونس والذي يديره الدكتور الشاعر علاء حسين الأديب من العراق والشاعرة التونسية عفاف السمعلي وهما أصحاب الفكرة والمشرفين على التنفيذ بكل حيثياته والجهود المضنية التي بذلت لجمع هذا العدد من نتاجات الشعراء بعد فحصها وتمحيصها وقد أستغرق هذا العمل قرابة شهرين تكفل به الشاعر التونسي صلاح داود حتى تكلل هذا الجهد وهذا المخاض عن ولادة هذا الديوان الذي هو مفخرة للعرب عامة والعراق خاصة من خلال صاحب الفكرة ومكان الطباعة حيث تكفل د.أسامة محمد صادق و د.باسل مولود القائمين على دار الأبداع للطباعة في تكريت بطباعة وأخراج هذا العمل حتى يرى النور ويكون خير مرجع للشعر المعاصر ورجاله ومداد خير لا ينضب للشعر العمودي ولامجال لذكر الشعراء الذين كان لهم ولنتاجهم المتميز الحظوة في نثر حروفهم على صفحات هذا الديوان ونترك القارئ الباحث الثقف يتشوق لمعرفة رواد هذه الحركة الفكرية الرشيدة التي تؤسس دعائم الأدب العربي حتى يكون كما كان ومازال على قمة الهرم من بين ثقافات العالم المختلفة مداده لغة الضاد الجميلة لغة القرآن العظيم
(نشرت في جريدة الدستور العراقيّة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق