العدد الثامن لسنة 2017
سَهْواً
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
-1-
سَقَطَتْ سَهْواً على الخدِّ،
دَماً يَسْتَعْجلُ المُوتَ، يَصِيحْ.
كحَمَاقاتِ فَتىً منْ جِزْئهِ التَّالِفِ يَبْني ثُورةً لا تَسْتَرِيحْ.
أنا هَذا العُمْقُ في التَّكْوينِ،
لا أمٌّ أُدَاريها، ولا صِيفٌ بعِيني،
يَرْفعُ الشَّأنَ سِوى شَكْلُ الضَّرِيحْ.
لَيسَ لي غَيرُك أَرضٌ، ليسَ لي غَيرُك رِيحْ.
أَشْجعُ الشُّجْعانِ قَلْبي،
حِينَ أَبْقَى فوقَ ذَرَّاتِ دَفِينِ الأصْلِ آلامَ جَرِيحْ.
أَقْتَفي آثَارَ غِرْنَاطَةَ في عِينيكِ،
أَسْهو بازْدِحَامِ المُوْتِ رُبَّاناً ذَبيحْ.
أَنْتَشِي مُنْتَصِراً، أَنْدَلُسُ العُظْمَى رَضِيعي،
ومَصَابيح سُهَادي، أَسْقَطُوا عَهْداً أَذَابَ الشَّمْسَ،
يَبْكُونَ صَلِيباً مَدَّ أَوْثاقَ المَسِيحْ.
خَانِقٌ وَعْدي، تُغَطّيني عُيُوبُ الأنَّ،
والخُثْرانُ في أَوْرِدةِ النَّصْرِ،
أَبِيضُ القُبْحَ لُوناً لِسِمَاتي،
وأَبُولُ البُؤسَ رَمْزاً لِصِفَاتي،
أَعْتَلِي النَّشْوةَ حَيْراناً بغَدْرٍ،
أَزْرعُ المَقْتَ على قَتْلٍ صَرِيحْ.
أَفْتحُ الحِقْدَ، أَرَى نَفْسِي صَلاةً لمَلاكٍ هَرِمٍ،
يَسْقي بإبْرِيقِ الجِّنَانِ الغَمَّ،
شَاخَتْ قِصَّتي البِكْرُ،
ولا تُسْعِفُني، تَشْمَلُني، يَنْبَلِجُ الجُّرْحُ،
سَأُدْمِي الأَرْضَ والحُبَّ الخُرَافيَّ،
فلا لُوْمَ، يُرَى اسْتِجْدَاءَ عَطْفٍ نَادِبَ الفِكْرِ،
يَقُودُ العَقْلَ إِنْسَانٌ صَحِيحْ.
سَقَطَتْ سَهْواً دُمُوعي،
وبُكَاءُ القَهْرِ نُورٌ ومُثِيرٌ وفَصِيحْ.
يَكْتِمُ السِّرَّ، ورَاعي أُغْنِيَاتي يَأْكِلُ العُشْبَ حَنَاناً،
سَرْمَدِيٌّ يَسْتَجِيرُ الضُّوْءَ منْ أَقْنِعَتِي،
واللفْظُ يَسْتُوحي ابْتِهَالاً، منْ أَنِينِ العِيْشِ مَهْزُوماً قَبِيحْ.
-2-
شَاحِبٌ وَجْهُ المَسَاءْ.
يَرْضَعُ الحُلْمَ منَ الأَقْدَامِ،
لا يُغْتَسَلُ المُوْتُ، لأَصْحو منْ تَبَارِيحِ البَغَاءْ.
شَاحِبٌ لُوْنُ السَّمَاءْ.
عَابِرٌ وَجْهُ حَبِيبي، في سُكُونٍ يَعْتَرِيني،
يَكْسِرُ الصَّمْتَ، يُغِيدُ الحُبَّ أَعْرَاسَ انْتِشَاءْ.
بِرُجُوعِ المَطَرِ الشَّعْبِيِّ، كِي يَنْتَعِلَ الحِسَّ لِحَاءْ.
لَسْتُ أَرْجو في سُقُوطي غَيْرَ أُمِّي،
إنَّ أُمِّي رَحِمٌ أَعْفَانُهُ منْ طُهْرِ مَاءْ.
عَانِقِيني، جَسَدي رِحْلتُكِ الأُوْلَى،
منَ البَحْرِ إلى البَرِّ اكْتِفَاءْ.
عَاتِبِيني قَدْ نَسِيْتُ الفَجْرَ عُرْضَ الخُبْزِ مَنْتُوفاً هَزِيلاً،
جَائِعاً منْ دَمِنا المَصْنُوعِ خِصِّيصاً لكَأسِ الغُرَبَاءْ.
واعْذُرِيني، قَدْ هُزِمْتُ اليُوْمَ منْ جِسْمي،
سَأَثْغُو، صُوتُنا المَخْنُوقُ أَضْحَى سَالِفاً يَحْفِرُ أَوْكَاراً،
لِيَسْهُو هَارِباً منْ جَبَرُوتِ الأَغْبِيَاءْ.
أنَا بَرْدٌ آدَمِيٌّ، خَجَلِي فَلْسَفَةُ الكِيْنُونةِ المُثْلَى،
وجُرْحي يُبْلغُ الشَّيْطانَ أَسْراري،
وجَدِّي قَمَرٌ في سِجْنِنا الدَّائِمِ،
أُلْغِي رَغْبَةَ العِيْشِ، فأَحْيا، وَأَمُوتُ الآنَ،
والعِينَانِ للرَّمْلِ إِنَاءْ.
خَارجٌ عنْ نَصِّهمْ صُوتي، يُنَادي قَاتِلَ النِّسْرِينَ،
يَرْسُو سُفُناً فُوقَ قَوَامي، يُصْفِحُ الكُفْرَ،
ويُهْذِي حُلْمَهُ عِشْرينَ بُؤساً ونِدَاءْ.
اصْلِحِي شَرْذَمَتي، أَيْقَنْتُ وَقْعي حَامِلاً سَارِيَةَ النَّصْرِ،
يَدِي بُطْلانُ، لا أَدْعِيَةٌ تَسْألُني، أُخْصِي شُعُوري،
تُولَدِينَ الجَّذْرَ كاسْتِهْلاكِ وَقْتٍ، واصْطِفَاءْ.
شَغَبٌ يَحْصِدُني منْ أَرَقِ الحَاجَةِ مُوْلُودَ الهَبَاءْ.
أَكْثرُ القُوْلِ يَرِنُّ النَّقْرَ إِغْرَاقَ احْتِجَاجٍ،
إنَّنِي رَدُّ الهُرَاءْ.
سَقَطَتْ سَهْواً شَظَايا منْ فَمِي،
أُلْفُ انْكِسَارٍ، يَعْتَلِي صَهْوةَ رُوْحِي،
لَغَطٌ يَخْتَصِرُ الجُّوْعَ،
سَأَرْمِي البُوحَ عَنِّي، خُذْ مَثِيلَ اللَمْحِ،
إنِّي مُتْرَعٌ بالحُبِّ مِثْلَ الأَنْبِيَاءْ.
2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق