بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 أغسطس 2017

العدد السابع لسنة 2017 ... صبرُ الزيتون ... الشاعر العراقي د. صلاح الكبيسي


 العدد السابع لسنة 2017

صبرُ الزيتون

  الشاعر العراقي د. صلاح الكبيسي

 

وجاءَكِ مِنْ أقصى القصيدةِ مَنْ يَسعى
دفــاتــرُهُ شــــوقٌ وأحْــرُفُــه ُصَــرْعـى
 
قــصــائـدُهُ نـــــزفٌ فــكــيـفَ يَــلُـمُّـهـا
أيُـجـمـعُ زَرْعٌ بـعـدَمـا خــانَـهُ الـمَـرْعى
 
دمــــاهُ عــلـى أثــمـار أبـيـاتـه غـــدتْ
وكـــم نـقـعـوا أغـصـان أسـطـره نـقـعا
 
ومـــن سُــمْـرةِ الـبـارود لــونُ قَـصـيدهِ
وكـمْ أحـرقَ الـبارودُ فـي ثـوبِهِ الـزَّرْعا
 
تَـعـالى .. ولـمّـا شــاخَ عـكّازه ﭐنـحنى
ومـا تـاهَ .. كـان التيْهُ في دربه يسعــى
 
وحــيـنَ ﭐسـتـفزَّ الـمـاءُ لـوعـة َ مـلـحِهِ
أنــاخ بـجـرحِ الـقلبِ يَـستعذبُ الـلَسْعـا
 
أمـانـيـه طــفـلٌ مُـــذْ تـيـتَّـمَ صُـبْـحُـه ُ
تَـسـلَّتْ هـمــومُ الـليلِ فـي خــدِّهِ صَفْعـا
 
لـهُ صـبْــرُ زيــتـونٍ تَــفـجّـرَ زيــتُــهُ
لَـهـيبـاً عـلـى خــدَّيْـهِ حـتى غَـــدا دَمْـعا
 
لــــهُ وجــــه مـهـمـومٍ تـكـسـر لـيـلـه
شـظايا مِنْ الشكـوى تعيرُ الفضـا سمعـا
 
وفــيْ كــفِّــهِ قــمــحٌ تَــجــذّرَ صــبـرُهُ
أطـاع َ رحـى كفَّيْه كيْ يُطعـمَ الجَوعـى
 
بـهِ حُـــزْنُ طــوفـانٍ تــأخَّـرَ وعْـــدُهُ
ولـمّـا ﭐبْـتـنى فُـلْـكاً أعـاقـوا بـهِ الـصُّنـعا
 
وكـم بـاتَ من خوف الـتوابيت فيه لا
يُــرجّـيْ مِـنَ الـدنيـا الـى أمِّـهِ الـرُّجْـعى
 
فلا تـقـصصي لـلـناسِ مِـحْـنَةَ جُـوعِهِ
فـما عادَ في التابوتِ مَنْ يَطْلُبُ الرَّضعا
 
فـلا هـو مـوسى .. كي يشقَّ بحارَهم
ومــا بـيـديـهِ الـيـومَ مِــنْ حَــيَّـةٍ تَـسْــعى
 
فـــأيُّ عـصـا لـلـصـبحِ تَـلـقـفُ لـيـلَهم
إذا مــا حــبالُ الـفـجـرِ دَسَّــتْ لـهُ أفْـعـى
 
هــو الـمـبتلى بـالـنخلِ حـينَ تَـيبَّستْ
ضـفـائرُهُ فـاسْـتحْـلفَ الـمـاءَ أنْ يَــرْعـى
 
بـــهِ وطـــنٌ سَــلّـوا عـلـيـه سـيـوفَهم
وطــافــوا عـلـى جــثـمانِ وحـدَتِـهِ سَــبْـعا
 
تـنادوا الا فـاغْـدوا عـلى حرثكم فـكلُّ (م)
قــطــرة مـــاء فــيـه تـســتـنـزفُ الـنـبعا
 
ومـــا صـلـبـوا إلّاه حـيـنَ تـزاحـمـتْ
مـســاميرُ مَــنْ مَـرّوا فلا بُـوركَ المسـعى
 
خـنـاجـرُهـمْ سُـــــمٌ يـُـعــاقــرُ قَــلْـبَـهُ
وكــلٌّ عـلـى ﭐسـمِ ﭐلـله يَـطـْعَـنُـهُ تِــسْــعا
 
وعــاشــرةٌ هذي الـمـخـالبُ تَـفْـتـريْ
على ظَهْرِهِ المسـلوخِ أنْ خـالفَ الشَّـرْعا
 
فــيـا أمَّــةً للـيـمِّ ألـْـقَـتْ كـــبـيـــرَها
وجـــاءتْ الــى فــرعـونَ تَـســألُهُ نَـفْـعا
 
وخــلّــتْ لــهـامـانَ الأعــاجــمِ بــابَـهـا
فــعـاثَ بــهـا هَـتْـكاً وعــاثَ بـهِ قَـرْعـا
 
ويـــا وطــنـاً أحــكـي ويـخـرسني.. ألا
أذنــتَ لـهـذا الـقلب ِأنْ يـخرقَ الـضِّلْعا
 
ويــا وطــنــاً تُــهـنــا بِــسَــكـرةِ حُــبِّــهِ
فَـضِـقْـنا بـــهِ حُــبّـاً وضــاقَ بِـنـا ذَرْعـا
 
ويـــــا وطــنــاً لُــذْنــا بِــخـرقـةِ ثــوبِــهِ
لِـيَـمْـنَـحَـنـا دِفءً فَــأشْـبَـعَـنـا رَقْـــعــا
 
وثــارتْ عـلـى الأصـنـامِ غَـيْـرةُ فـأْسِـهِ
فَـصـارَ ﭐتـبـاعُ الـكُـفْرِ فـي فـأسِهِ طَـبْعا
 
حَـنـانَـيْكَ مـــا عـــادَتْ لِـنـمرودَ جَــذوةٌ
مِــنَ الـنـارِ لـمْ تـشبعْ بِـصِلْصالِنا قَـمْعا
 
حَـنـانَـيْـكَ أوراقُ الــخَـريـفِ تَـعَـمْـلَـقتْ
وعــاثـتْ بـطـينِ الـقَـلْبِ تَـنْـزَعُهُ نَـزْعـا
 
فــلا زمــزمـتْ دفءَ الـحـياةِ بِـحِـجْرِها
ولا تَـرَكَـتْـنـا بــعـــدَهـا نَـبْـتـغــي نَــبْـعـا
... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
 
فيـا مصرُ إنـــي قــد أتـيـت مــحـملاً
بـما يـحمل الزيتـون من خضرة المرعى
 
حـمـامي ذبـيـحٌ لـســت اسـمـعُ نَــوحَـهُ
غـفــا الـنـايُ لـما جــئتُ أقـرضُهُ سَــمـْعا
 
وفـــي جـعـبـتيْ لــيـلٌ تـقـهـقـرَ بــدرُهُ
فــلـمـا أرادوا نــومَــهُ أيــقــظَ الـشَّــمْــعا
 
فخلّي أباريقي تُقطِّر صبحها
لعلِّي على خديكِ أستجمع النبعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق