بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

العدد العاشر لسنة 2017 أدباء منسيون من بلادي / الجزء الثاني الحلقة 2 / الشاعر محمد مهدي البصير..علاء الأديب





العدد العاشر لسنة 2017

أدباء منسيون من بلادي

الجزء الثاني الحلقة 2

الشاعر محمد مهدي البصير





التقديم:
أن يجمع الإنسان بين شاعريّة الشاعر وشجاعة المناضل فهذا حتما ما يثير شهيّة الآخرين لتتبع الأثر. وللإيغال قدر المستطاع إلى أعماق الشخصيّة المركبة من الماء والنار تركيبا تصالحيا تآلفيا رغم اختلاف النقيضين.
الشاعر المرحوم محمد مهدي البصير جمع بكلّ جدارة بين هذين النقيضين وسخّر أحدهما لخدمة الآخر حتى تمكن من صهرهما ببوتقة واحدة وشكلّ منهما وجها جديدا بملامح جديدة للأدب المقاوم على الأقل في الفترة الزمنيّة التي شهدت إبداعاته.
لا يمكن أن يكون البصير لوحده بطبيعة الحال من تمكن من هذا . فهناك الكثير من أدباء العراق تمكنوا مما تمكن منه البصير وخاصة من عاش زمن الإحلال البريطاني للعراق.
ولكن لكلّ منهم خصوصيّة في تجربته ونتاجه.
وقد تميزّت تجربة البصير الإنسانية والأدبيّة بأنها تجربة إنسان فقد البصر وما فقد البصيرة .
ولا أدري لماذا أتخيل هذا الرجل وانأ اقرأ عنه بأنه رجل بأكثر من ذراعين بكثير.
فهنا تراه مناضلا ... وهنا خطيبا ... وهنا دارسا متعلما ... وهنا أستاذا معلما ...وهنا عاشقا وزوجا ...وووووو.
لقد كان البصير رجالا برجل .
وهذا ما دعاني  للبحثّ عمّا يمكن أن يعيد شيئا من الذاكرة عنه للقارئ الكريم عرفانا لما قدمه هذا الكبير للعراق وللمشهد الثقافي العراقي الزاخر بالألق حينذاك.
رحم الله الشاعر الفذ محمد مهدي البصير واسكنه فسيح جنانه.
علاء الأديب
تونس 25-8-2017 – نابل

الولادة و النشأة :

ولد محمد مهدي البصير عام 1895في محلة الطاق بمدينة الحلة ،
أسرته نزحت من أطراف كربلاء في حدود القرن الثامن عشر الى مدينة الحلة .
 وهي تنتمي الي بني كلاب من عرب الجزيرة العربية .

الأسم والأصل :

فهو محمد مهدي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الحسين بن شهاب الدين بن عبيد بن احمد بن حسن الكلابي .. مما يعني إن [ كلاب ] هو رأس شجرتهم النسبية ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة من قيس عيلان من عدنان
عرف عند الأهالي قاطبة وابتداء من عام 1915 بـ [الروزخون ] المجوّد المجتهد ... وفي [ الروزخونية ] نبغت فيه الخطبة السياسية والشعر الثوري .

إصابته بالعمى الاستمرار بالتعليم:

أصيب وهو طفل صغير بمرض سبب له العمى ، و لكن ذلك لم يمنعه من تلقي العلم في الكتاتيب ، فتلقى تعليمًا دينيًا عن محمد القزويني والشاعر عبد المطلب الحلي و قد حباه الله ذاكرة قوية بقيت موضع إعجاب كل معارفه . كانت له القدرة علي فصاحة الكلام وهو ابن الثانية عشرة .. ويقول الشعر وهو بهذا العمر.. ويحفظ للمتنبي وللمعري قصائد ويعيدها على رفاقه بربع ساعة .. وكان يرتجل شعره بمتانة السبك .. وإذا طلب منه في مجلس أعاد قراءة القصيدة من أواخرها من شعره او من غيره .. ذاكرة مدهشة وحافظة تثير العجب، إما إذا قرأ شاعر إمامه قصيدة أعاد البصير قراءتها في اللحظة ذاتها .. وما أن بلغ الخامسة عشر من عمره حتى أخذ يعاون والده في إحياء المجالس الحسينية ، فأصبح له باع طويل فيها و أخذ ينافس أباه . كما بدأ بكتابة الشعر في مختلف المناسبات بعد دراسته للدواوين الشعرية لصفي الدين الحلي و المتنبي و السيد حيدر الحلي و غيرهما من شعراء العربية القدماء و المحدثين .



البصير مناضلا  ضد الاستعمار البريطاني:

عندما أحتل الجيش البريطاني بغداد عام 1918 ، كان البصير من أوائل المنخرطين في النضال ضد المحتلين الغزاة ، فانتمى إلى حزب "حرس الاستقلال" الذي كان يطالب باستقلال العراق ورفض الاحتلال البريطاني تحت قيادة ملك هاشمي ، و الذي أسسه السيد محمد الصدر في الكاظمية ببغداد ، و أصبح البصير أمين سره في الحلة . ثم انتقل إلى بغداد عام 1919 ، و هناك عمل على رصّ صفوف البغداديين عن طريق إحياء المجالس الخطابية الحماسية في مساجد بغداد القديمة مثل مسجد سيد سلطان علي و الحيدر خانة في شارع الرشيد وهما من أكبر جوامع بغداد في ذلك الوقت , حيث أخذ يجمع لأول مرة في تاريخ العراق بين مجالس الذكر لمناقب سيد المرسلين النبي محمد (ص) و بين التعزية الحسينية و كانت هذه المجالس يشارك فيها الأدباء بإلقاء القصائد و الخطب الحماسية . وكان من أهم القصائد التي ألقيت في هذا الاجتماع قصيدة سياسية حماسية للشاعر الشاب عيسى عبد القادر الديزلي تكونت من أربعة وعشرين بيتا دعا فيها إلى الاتحاد وعدم التفرق وقد ختمها بالبيتين الآتيين :

وبعد أقول للجاسوس منا

تجسس ما استطعت الحاضرينا

وبلغ من تريد فقد بنينا

لاستقلالنا الأس المتينا




النفي الى البصرة:

و لم يرق لأذناب الاستعمار البريطاني هذا النشاط الوطني فعاقبت حكومة الاحتلال الإنكليزي هذا الشاعر وبقية الشعراء الذين ألقوا قصيدة في التنديد بهم ونفتهم إلى مدينة البصرة . فانعقد في اليوم التالي مجلس كبير في جامع الحيدرخانة ، و اعتلى البصير المنبر و طالب الحضور بالخروج معه في مظاهرة إحتجاج ضد الاستعمار . ولقبه الناس بلقب [ ميرابو الثورة ] تشبيها بخطيب الثورة الفرنسية بعد إعلان البصير موعداً للثورة العراقية علي منابر بغداد .. و بالفعل فقد خرجت الجموع في مظاهرة قوية تهتف ضد الاحتلال و تطالب بخروج المستعمر ، فواجه الإنكليز المتظاهرين العزل بفتح النار عليهم من مدرعاتهم الحربية و استشهد أحد المتظاهرين . و في اليوم التالي ، انطلقت في بغداد مظاهرة أكبر لتشييع الشهيد ، و قام البصير بالصلاة عليه و تأبينه . و استمرت مقارعة البصير للاحتلال بخطبه و قصائده الرنانة ، ومنها قصيدته " وطني" الشهيرة بمطلعها :

إن ضاق يا وطني عليَّ فضاكا فــــلتـتسع بي للأمام خـطاكا

أجرى ثراك دمي فإن أنا خنته فليـنـبذنـني إن ثـويت ثــراكا

بك همت أو بالموت دونك في الوغى روحي فداكا متى أكون فداكا؟

و التي أصبحت نشيداً وطنياً يردده الطلاب في المدارس صباح كل يوم .


البصير معتقلا:

و قد تعرض البصير للاعتقال عدة مرات في معسكرات الجيش الإنكليزي بسبب نشاطه الوطني ، و لكنه لم يبالي بالاعتقال لما يتمتع به من قوة العزيمة ووضوح الرؤية و الإيمان بقضية استقلال العراق العادلة و حرية شعبه بكافة فئاته . و قد عرض الإنكليز عليه مختلف المغريات مثل الأراضي الزراعية الخصبة و المناصب الرفيعة ، و لكنه رفضها كلها بإباء و شمم رغم كفاف بصره و ضيق ذات يده . و عندما ثار الشعب العراقي ضد الإنكليز في ثورة العشرين ، كان البصير في مقدمة الثوار . و بعد نجاح ثوار العراق في فرض الاستقلال على الإنكليز ، و تنصيب الأمير فيصل الأول ملكاً على العراق تحت صك الانتداب عام 1921.


النضال ضد الانتداب البريطاني:
 واصل البصير خطبه الحماسية ضد الانتداب البريطاني لتحقيق الإستقلال الناجز ، إلى جانب قيامه بالتدريس في جامعة آل البيت في بغداد . بعد مبايعة الملك فيصل ملكاً على العراق وتوجهه إلى العراق عاد معظم قادة الثورة الذين كانوا قد لجئوا إلى الحجاز وكان من هؤلاء جعفر أبو التمن حيث عاد بعد أن تخلف عن الملك فيصل لأنه كان غير راغب أن يأتي معه على نفس الباخرة وتظاهر بأنه يريد أداء الحج وبالفعل بقى هناك الى أن أدى فريضة الحج بعدها عاد إلى العراق ولما كان أبو التمن من أصدقاء محمد مهدي البصير المقربين فقد نظم البصير قصيدة ترحيبية بقدوم جعفر أبو التمن منها هذه الأبيات :

طرقت بغداد والإقبال مقتبل

فعش لشعبك وأسلم أيها البطل

سافرت أمس فكم هز الحشا وجل

وقد سفرت فكم هز الحشا جزل

هي الجوانح كم قد شفها ألم

واليوم أنعشها في قربك الأمل

يصفق الشعب والأحشاء راقصة

وكلنا بك من خمر الهنا ثمل

هجرت بغداد حيناً ثم عدت

وقد تقلص ذاك الحادث الجلل



البصير كاتبا ثوريّا في جريدة الاستقلال:

عمل البصير في جريدة الاستقلال في بغداد والتي تعتبر من الصحف الوطنية في تلك الفترة وقد كان يكتب فيها مقالات تنتقد سياسة السلطة المحتلة ويطالب بخروج قوات الاحتلال البريطاني من العراق الأمر الذي جعل السلطة المحتلة تقوم باعتقال محرريها وإصدار أمر بتعطيل الجريدة على أثر اعتقال محرري الجريدة قدم هؤلاء ومنهم البصير إلى المحكمة فحكم عليهم بعقوبات مختلفة , أما عقوبة البصير فكانت بقاءه تحت المراقبة لمدة سنة وتقديم كفالة نقدية إضافة إلى مكوثه عدة أشهر في المعتقل.

في 13 / آب / 1922م صادفت الذكرى الأولى لتتويج الملك فيصل فقرر رجال الحركة الوطنية في بغداد أن يقوموا بمظاهرة سلمية تتجه الى البلاط الملكي لتهنئة الملك فيصل بهذه المناسبة ومن ثم تقديم مطالب الشعب وقد تم اختيار البصير أن يكون ممثلا للحزب الوطني والسيد محمد حسن كبة ممثلا لحزب النهضة وهما الحزبان اللذان أشرفا على تنظيم هذه المظاهرة .

بعد وصول المظاهرة إلى الشارع القريب من البلاط الملكي قام البصير بإلقاء كلمته في هذا الاحتفال , وفي إثناء إلقائه الكلمة جاء المندوب السامي البريطاني والمسز بيل لتقديم التهاني إلى الملك فيصل بهذه المناسبة , ولما شاهد المتظاهرون المندوب السامي أخذوا يهتفون (بسقوط الانتداب) .




إغلاق حزب النهضة ونفيّ البصير:

في هذه الفترة مرض الملك وأجريت له عملية جراحية الأمر الذي مهد للمندوب السامي البريطاني أن يفعل ما يشاء حيث أصبح هو الذي يحكم البلاد بعد خلود الملك إلى الراحة أثر العملية الجراحية التي أجريت له .

فقرر المندوب السامي البريطاني إغلاق حزبي النهضة الوطني وغلق جريدتي الرافدين والمفيد اللتين كانتا صوت الحركة الوطنية كما ألقت سلطات الانتداب القبض على محمد مهدي البصير مع كوكبة من المناضلين العراقيين الشرفاء ، و منهم الزعيم الوطني جعفر أبو التمّن, عبد الرسول كبة , حمدي الباججي , أمين الجرجفجي. ، و نفاهم المندوب السامي البريطاني إلى جزيرة "هنجام" القاحلة و الكائنة في أعماق الخليج العربي و ذلك عام 1922. و بعد فترة ستة شهور من النفي القاسي ، و فشل الإنكليز في كسر شكيمة الزعماء الوطنيين العراقـيـين الأحرار ، عاد المنفيون من هنجام إلى العراق . و كان البصير آخر من سمح له بالعودة إلى بغداد حيث بقي منفياً في البصرة ، فأستغل هذا النفي الجديد و كتب أول و أدق كتاب عن تاريخ ثورة العشرين المجيدة ، كما طبع أولى دواوينه الشعرية .



عودة البصير إلى بغداد بعد نفيّه:

عند عودته إلى بغداد استقبل استقبالا منقطع النظير من قبل الشخصيات السياسية ورجال العلم والأدب في بغداد وأقيمت له حفلات عديدة كما زاره العديد من الشخصيات الأدبية من المدن العراقية الأخرى وقدموا له التهاني بسلامة العودة .

استمر البصير في مواقفه الوطنية حيث كان من أشد منتقدي المعاهدات الجائرة التي عقدتها الحكومة البريطانية مع العراق وأستمر في نظم القصائد الوطنية العديدة في انتقاد سياسة الانكليز تجاه العراق واستمر على منهجه هذا الذي كان قد سار عليه ايام الاحتلال وبعد قيام الثورة العراقية الكبرى حتى أطلق عليها لقب (مير أبو العراق) وهكذا بقي الشيخ البصير مناهضا لسياسة الاستعمار الى أن قامت ثورة 14 / تموز / 1958م

أبحاثه ودراسته وعمله:


رحل ببعثة من الأوقاف الى القاهرة لدراسة اللغة الفرنسية تمهيدا لدخوله الجامعة الفرنسية فمن عام 1931 - 1937 درس الادب الفرنسي وحصل على الدبلوم و الدكتوراه من جامعة [ مونبليه ] بدرجة مرتبة الشرف الاولى .

و هناك إتقن اللغة الفرنسية بمساعدة زوجته الفرنسية مدام البصير ، و كانت أستاذة فاضلة ، و رفيقة عمره المخلصة . و بالفعل فقد حصل على شهادة الدكتوراه الدولية في الأدب بتقدير عال عن أطروحته "الشعر الوجداني في مسرحيات كورنييه"، و عاد إلى الوطن عام 1938 .. فعمل مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين العالية ..تخرج على يديه نفر من خيرة الادباء و المفكرين و اللغويين امثال الدكتور علي الزبيدي و الدكتور على جواد الطاهر و الدكتور عناد غزوان و الدكتور صلاح خالص و الدكتور جلال الخياط ..

واستمر في التدريس من هذا التاريخ حتى تقاعده عام 1959 فاشتغل البصير و زوجته - التي عملت أستاذة للغة الفرنسية في كلية الآداب - بكل جد و إخلاص في إلقاء المحاضرات لخدمة طلبتهم النجباء وألف البصير عشرات الكتب و الكراريس في الأدب العربي ، و طبع عدة دواوين شعرية و منها ديوان "البركان"، ونال مرتبة الأستاذية في جامعة بغداد. ولم يهادن يوماً حكومات الانتداب البريطاني، وبقي عـفيف اللسان و اليد ، و مربياً فاضلاً و كريماً يجتمع حوله خيرة الشباب من الشعراء و الأدباء و الكتاب من المناضلين الوطنيين الأحرار.




الإنتاج الشعري:

- له ديوان: «الشذرات» - المطبعة السريانية - بغداد 1922،
 و«البركان» - ملحق بمجلة المعلم الجديد - المجلد 22 - مطبعة المعارف - بغداد 1959، و«المجموعة الشعرية الكاملة» - منشورات وزارة الإعلام - بغداد 1977. (يتضمن ديوانه: زبد الأمواج، مع طبعة منقحة من ديوانه الثاني: البركان)،
وله قصائد نشرت في بعض مصادر دراسته، ومنها: «شعراء الثورة العراقية»، و«الأدب العصري في العراق العربي»،
وله قصيدتان إحداهما رائية نشرتا في جريدة الاستقلال - العددان 16، 19 - بغداد - نوفمبر، ديسمبر1920.

الأعمال الأخرى:

- له عدد من المؤلفات التي يغلب عليها الطابع الأدبي، منها:
«تاريخ القضية العراقية» 1، 2 - بغداد 1923 - 1924،
و«شعر كورني الغنائي» - طبع بالفرنسية في مونبلييه 1937،
و«دولة الدخلاء» (تمثيلية) - بغداد 1953،
و«بعث الشعر الجاهلي» - بغداد مطبعة التفيض 1939،
و«نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر» - بغداد 1946،
و«عصر القرآن» - مطبعة المعاني بغداد 1947 - (ط2) - مطبعة المعارف 1955، و«الموشح في الأندلس وفي المشرق» - بغداد 1948،
و«في الأدب العباسي» - مطبعة النجاح بغداد 1949 - (ط2) - 1955،
و«خطرات» (جـ1) - بغداد 1953،
و«سوانح» (جـ1) - بغداد 1967، في الأدب العباسي ــ مطبعة النعمان ــ النجف ــ الطبعة الثالثة ــ 1970.

نظم في عدد غير قليل من الأغراض، غلبت نزعته الثورية على تجربته الشعرية فجاءت قصائده صدى لموقفه الثوري، وتعبيرًا عن رؤاه السياسية والاجتماعية والفكرية، وكشفت عن عنايته باللغة وحرصه على تنقيح قصائده والعناية بأسلوبها، له عدد من القصائد فيها وصف مشهدي وبناء سردي.

وساهم كأديب كبير في مختلف المؤتمرات العلمية و الأدبية العربية و العالمية ، و في إلقاء الكلمات في مختلف المناسبات من الإذاعة و التلفزيون.


وفاته:
توفي  في بغداد عام 1974. ووري الثرى في مدينة النجف الاشرف .

رحم الله شاعرنا محمد مهدي البصير واسكنه جنانه
وإلى لقاء مع أديب عراقي منسيّ آخر
استودعكم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق