العدد العاشر لسنة 2017
مسارات حِسِّيّة
للشاعر العراقي عادل الصويري
غَمَزَتْ
فأرْبَكَتِ الخريفَ القابلْ
واخْضَرَّ غُصْنٌ للسُهادِ الذابلْ
أَغْوَتْ بِخُصْلاتِ القداسةِ آدَمي،
عَبَثَتْ بإيمانِ الفتى المُتَخاذِلْ
وَتَعَرَّتِ الأشجارُ
إذْ كتبَ الوجودُ بِفضَّةِ العُرْيِ المُتاحِ
رسائلْ
وإلى النوافذِ
للستائرِ
للمدى
سُكْرٌ يُسَرِّبُنا بِوَعْيِ بلابلْ
وَشْوَشْتُ
حتى طِحْتُ في فَمِها ندىً من أرجوانٍ
للربيعِ الناحلْ:
هذي الأنوثةُ دفترٌ لقصائدي
والحِبْرُ ريقٌ من فَمٍ مُتفائلْ
وَمِنَ العناقِ
تفرَّطتْ أنفاسُها بعوالمي
وارتابَ نَهْدٌ ذاهلْ
لُغَةُ الأصابعِ أفصحتْ
فتشجَّرتْ تحتَ القميصِ المُسْتَفِزِّ
مراحلْ
وَتَمَشَّتِ القُبلاتُ جَمْراً ناعِماً
بدمي وإبليسُ الشفاهِ يُخاتِلْ
واخْتالَ في الخصْرِ المُبَعْثَرِ هاجسي
وأقامَ في مُدُنِ البياضِ محافِلْ
لبلاغةٍ،
وَجرى الكلامُ مِنَ النجومِ ،
بَريقُهُنَّ فَوارزٌ وفواصلْ
وَلَقَدْ دَنَوْنا لانطفاءِ زمانِنا؛
لِيُضاءَ - في الجسدينِ - كونٌ آفِلْ
البَحْرُ شَرْشَفُنا
المُطَرِّزُ أزرقَ الأمواجِ نَقْشاً
في سريرِ الساحلْ
وَشَرِبْتُ من عسلِ الأصابعِ لهفةً
حتى أزاحتني بهمسٍ قاتلْ :
بأُنوثتي
نَسَقُ الفحولةِ حاكمٌ مُتَجَبِّرٌ
كُنْ عادِلاً يا (عادلْ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق