العدد السادس لسنة 2018
من المنتقيات ..ياصوت كردستان
الشاعر العراقي الشاعر خلف دلف الحديثي
إلى روحِ الشاعرةِ الرائدةِ شاعرةُ كردستان ، فقيدةُ الأدبِ والشّعرِ كزال إبراهيم :
ما زلتِ بي روحاً بروحي أنثرُكْ
وعلى شفاهِ الأقحوانِ أحرّرُكْ
وأنا ارتعاشُ الأنبهارِ للحظةٍ
ما كنتُ أدري الموتَ قسْراً يَحْظرُكْ
صوتُ اندهاشي فيَّ يسْحنُ خَيبتي
ويدي بغصّاتِ الجراحِ تُسطّرُكْ
صوْتي هُناكَ على الطريقِ يلوذُ بي
وحْدي بوادي اللامكانِ أُصوِّرُكْ
فيروزةٌ كانتْ بجيدِ زمانِها
ويشدّها فوق اللآلئِ خُنصرُكْ
وغرابةُ المعنى تدورُ حصاتُهُ
بفمي ويسْكرُ في شفاهي سُكّرُكْ
وطلاسمُ الموْتِ الغريبِ تحوطُني
بالموْتِ حيثُ يدِ الترابِ تُسوّرُكْ
الموتُ سكّينٌ تزاولُ عصفَها
حوْلي فيعصفُ بالزوابعِ مِحْورُكْ
يا صوْتَ كردستانَ منكِ سَمعتُهُ
شعراً بآياتِ الحنينِ يُزَنِّرُكْ
كانَتْ هناكَ شواطئٌ سحريّةٌ
فيها هواتفُ عَبْقرٍ كم تُبْهِرُكْ
قلَقٌ يُساورُني وفيكِ أرى الأنا
وأنا بلا وعيٍ أجيءُ فأُبْصرُكْ
مُدُنٌ من اللاءاتِ تركُضُ خَلْفنا
وصُراخُ لاءاتي لديّ تُحذّرُكْ
أرتاحُ في المجْهولِ خلْفَ سَحابتي
وسحائبي حزنُ الحروفِ ستُمْطرُكْ
قيدي يُجشِّمُني عناءَ تنهُّدي
وقيودُ روحي في الضَّميرِ تَؤطّرُكْ
لمْلمْتُني شجناً يُغنّي بوحَهُ
بربابةِ الذّكرى وفيّ تُنوّرُكْ
أنا شاعرُ الآهاتِ مختلفُ الرُّؤى
ورؤايَ لن تأتي ورأيَ وتسْحرُكْ
نارُ احْتراقي أستعينُ بهمْسِها
لأعيدَ تاريخَ الجراحِ فأُنكِرُكْ
خاصمْتُ ذاكرتي فخاصَمَني البُكا
فرجعْتُ منْ منفايَ وحْدي أُشْعِرُكْ
مِنْ أْلفِ عامٍ ما رأيْتُ ولادتي
ورأيْتُ غاياتي إليّ تُسيّرُكْ
كوني زغاريداً تُشاكسُ لُكْنَتي
فلعلَّ وجهي عندَ جُرْفكِ يُمْطرُكْ
شَللٌ خُطاي فلا تثيري دَمْعتي
فأنا الدموعُ بصحْنِ خَدّي تحْفرُكْ
بَعْضي ارتمى ألَماً وكُلّي في يدي
وأنا لِكُلّكِ ما يُريدُ تَصبُّرُكْ
ركضَتْ سنيني خلْفَ وادي المُنتهى
وَيشدُّني لرؤى الضّياعِ تَقَهْقرُكْ
مسكينةٌ روحي عروسُ شبابِها
غابَتْ وما زالَتْ سمائي تُمْطرُكْ
يا وَجْهيَ المبتلَّ في عبراتِهِ
حتى مَ تسكنُكَ الدّموعُ وتنحَرُكْ
لي ذكرياتٌ مزّقَتْ أصواتُها
روحي وجلّلني يباسٌ يَقْهرُكْ
كم مرّة حاولْتُ أنسى شكْلَها
فتعودُني الذكرى إليكِ فأذكرُكْ
هيَ هكذا الأيّامُ في دَورانِها
فاصْبرْ فلنْ يجديكَ بعْدُ تُضوُّرُكْ
يا موتُ فزَّزَني نداءُ مَواجعي
هجَرَ الليالي في غيابِكِ مِنبرُكْ
والتَفَّ غُصْنُ الحزْنِ حوْلَ مَشاعري
فبكى على صوْتِ الفجيعةِ دَفْترُكْ
يا أيّها المفجوعُ في غيْمِ المَتى
سيظلُّ يقْتُلُ مُشْتهاكَ تَحَسُّرُكْ
وطنٌ يُغازلُني بدمْعِ شجونِهِ
فإلى مَ قانونُ المتاهةِ يَعْصرُكْ
يا ضحكةَ البلّوطِ أينَ سنلتقي
هلْ عودةٌ أخرى فإنّي أنطرُكْ
***
5/5/2018 بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق