مجلة صدى بغداد
العدد الثاني لسنة 2019
نقش
للكاتب المصري طارق الصاوي
أنكفأ كراهب فى محراب الليل ، انفصل عن الكون، توحد مع نجمة، تنكر شعورها بوجوده فى مجرتها، رسم قلبين بالطباشير على الاسفلت، اخترقهما سهم . تنحنحت، لم ينتبه لسعالى، تحرك رأس السهم، اخترق نصله صدرى، نبش فى ذكريات القلب، وددت لو تربعت بجواره، سجلت اسما ينبض فى دمى، يسيل على لسانى ، كبلنى بياض بمفرق رأسى، هجرى فراشى، صراعى مع طقس ليلى بارد، جمد اللعاب فى حلقى، وقفت حائرا، أحمى - برموشى- عاشقا أفقدته حرارة مشاعره الإحساس بالجو، خشيت وهو يتيه فى أوهامه أن تأتى سيارة نفخت الرياح فى آذن سائقها، يسحق فتى حرمه لهيب الغرام من النعاس ، تسلل من البيت، خط بمداد أوجاعه، كتب بدقات قلبه رسالة وجد، توقع أن تراها فى طريقها للمدرسة، تمنى ان يرق فؤادها، تجود بابتسامة تمنحه جناحين يرفرف محلقا مع النسور، شدخ روحى صوت اصطكاك أسنانه ، نزعت الجاكيت عن جسدى، لامس كتفيه، تجرعت كأس العشق المر ثانية، قهرتنى أول من غزت قلبى، سحرتنى، درت فى الشوارع حول بيتها ، اتتبع عطرها، أتمنى اختلاس نظرة لوجهها، ملت عليه، ربت على ظهره، أرتعش جسده ، وضع يده على خده، اتقى صفعة توقعها، احتضنته بحنان، التمست له العذر، مازال صدى المراهقة يتلجلج فى أعماقى، يأبى الحنين لها أن يشيب .
جلست ملتصقا به على بساط الشارع، أخذت منه الطباشير ، طمست اسمها انسابت من عينيه سبولا من دموع، سرت حرارتها نارا، شوت كبدى، استندت على كتفه، سرنا فى صمت عائدين إلى البيت.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق