مجلة صدى بغداد
من المنتقيات للعدد الرابع لسنة 2019.
(قصَّة حبٍّ خلَّدها التَّاريخ)
(قصَّة حبٍّ خلَّدها التَّاريخ)
للشاعر محمد عصام علوش
ـ هي قصَّة الأمير الأندلسيِّ المعتمد بن عبَّاد واعتماد الرُّمَيْكيَّة ـ
قـصَّـة الـحــــبِّ الَّـتي لـيـسـت تُـرَدْ فـاسـتـمـعْ فـيــــهـا لـمـا كـــان وَرَدْ
هـو فـي الـنَّـعــــت أمــيـــرٌ شـاعـرٌ وذكــــــيٌّ نـــابِـهٌ حـــاز الــرَّشَـــدْ
كـان يَـمـشـي قــربَ بـحـــرٍ مـائـجٍ قـال شـطـرًا طالـبًـا في الشِّعـر رَدْ
"نـســـجَ الـرِّيــحُ عـلى الـمــاءِ زَرَدْ" وإذا صَــــوْتٌ رخـــيــــمٌ قــد أمَـدْ
قـال: يـا هـــذا إلـيْــــكَ الـمــبــتـغـى "أيُّ درعٍ لــقــــــتــالٍ لــوْ جَـــمَــدْ"
وإذا هَــيْـــــــــفــاءُ فــــيـــهـا رقَّـــةٌ كـمُـلَــــتْ حـسـنًـا وأعـطـافًـا وقـدْ
أصـبـح الـقـلـــبُ أســـيـرًا عــنـدهـا قـد هَـمى الحــبُّ وما لـلـحـبِّ صَدْ
كــان قــلـــبًـا خـالــــــــيًــا لـكـــنَّـه كـان كـالظَّـمــآنِ يستجـدي الـمَـدَدْ
فـالـتــقــتْ روحٌ بـروحٍ أُغــرِمَــتْ والـتـقى في العـشـق قـلـبٌ وجَـسَدْ
مـزجَ الـطِّـــيـنَ بـمِــســكٍ فـمـشـت دونــمـا نـعْـــــلٍ ولـم يِـفــعَـلْ أحَـدْ
ذاك يَـوْمُ الـطِّـيـنِ أضــحى مَـــثَـلًا هل رأيْتَ الطِّـيـنَ بـالـمِـسـكِ يُـمَـدْ؟
لـكـــنِ الأيَّـــــامُ لا تـبــــقــى عـلى حـالــةٍ كـمْ أتـعـــسَ الإنـسـانَ جَـدْ
صـار فـي الـسِّـجـنِ وحـيـدًا بـائـسًا لـيْس يـدري أمْـسِ من يَـوْمٍ وَغـدْ
حـلَّ فـي أغـمـاتَ يَـفـريـهِ الأســى وبُـنـيَّـــــاتٌ لـه ذُقــــــنَ الـكَـــمَــدْ
وهي تـذرو الـدَّمْـعَ مـا جـفَّــت لها دمـعـةٌ سـالــتْ ونـامـتْ فـوْق خـدّْ
تـنـسـج الـغـزلَ فـوا حَـســرَتَـــهـا وتـبـيـعُ الـصُّوفَ كيْ تـلـقى السَّنَدْ
لا يَــدومُ الــسَّــعــدُ لـلإنـسـانِ بـلْ قـد يؤولُ السَّعـدُ في الخـصمِ الألَـدّْ
لـكـــــنِ الـقــصَّـةُ فــيـهــا عِـبْــرةٌ وســيـبــقى الـحــبُّ فــيـنـا لـلأبَــدْ
وبــهِ دَفـــقٌ مــن الإخـــلاص قـد ضـمَّ قـلـبـيْــنِ كــمِـسـكٍ أو كــنَــدْ (1)
فـاذكـرَنْ فـيـه اعـتمـادًا واذكـرَنْ روعة الحب اجتناها الـمُعـتمدْ
(1) النَّد: البخور.
محمد عصام علوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق