بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 يونيو 2019

مجلة صدى بغداد العدد الخامس لسنة 2019 من المنتقيات للعدد الخامس أغنيةٌ للشامِ للشاعر السوري :أحمد عبد الرحمن جنيدو


 مجلة صدى بغداد

العدد الخامس لسنة 2019

من المنتقيات للعدد الخامس

أغنيةٌ للشامِ
 
للشاعر السوري :أحمد عبد الرحمن جنيدو



 
في الشامِ تدفقُ نبعةُ الإلهامِ. 
 والدمعُ يذرفُ عشْقَهُ للشَّامِ.
 
والصَّمْتُ أغنيةٌ تداعبُ حسْنَها، 
 والحسْنُ آيتُها لأرضِ سلامِ.
 
كيفَ البلادُ تدمَّرتْ، وتشرَّدتْ، 
 في كلِّ شبْرٍ في التُّرابِ هيامي.
 
وتبعْثرَ الليلُ الشريدُ بأعينٍ، 
 والرِّيحُ تجمعُ حزْنَها بخيامِ.
 
وتشبَّثَ الوعدُ الصغيرُ بإصبعٍ 
 مقطوعةِ الأوتارِ والإبهامِ.
 
وتصاعدَ الإجرامُ يحجبُ شكلَها، 
 بدخانِها الملفوفِ تاجُ يمامِ.
 
باعَ الدخانُ صلاتَها بلفافةٍ، 
 غطّى الملامحَ مالكُ الإجرامِ.
 
في الساعةِ الأولى على أحلامِها، 
 تتساقطُ الضحكاتُ من أعلامِ.
 
وحصانُها العربيُّ يسعى شهوةً، 
 كطهارةٍ لبستَ هوانَ سقامِ.
 
وتملَّكَ الشيطانُ نورَ يقينِها، 
 وتكاثرَ الملعونُ بالأوهامِ.
 
وتحجَّرتْ فوق الرُّكامِ قلوبُهمْ، 
 داسَ الوضيعُ على جناحِ حمامِ.
 
يبنونَ حلماً في العراءِ أناسُها، 
 يبنونَ شاماً لو بكومِ ركامِ.
 
يتصافحونَ على الجراحِ رسالةً، 
 وبدربِهمْ نارُ الضغائنِ حامِ.
 
في ظلمةِ الليلاتِ يُكتبُ حبُّها، 
 طفلٌ يغنِّي موطناً بسلامِ.
 
كانَ يرصِّعُ صدرَهُ من طلقةٍ، 
 أضحتْ تنامُ على فراشِ حرامِ.
 
والأمُّ ثكْلى، عبرةٌ بردائها، 
 سالتْ طويلاً دونَها آثامي.
 
تصحو المدينةُ من ورى كابوسِها، 
 والنَّارُ سوطٌ أخرستْ أقلامي.
 
من باعَها قبلَ الولادةِ عمُّها، 
 ما أصعبَ الطعناتُ من أعمامِ.
 
في الشامِ أمِّي والخدودُ توارثٌ، 
 والخيلُ يرمحُ في سليطِ لجامِ.
 
قالوا بلادَ الموتِ، قلتُ حبيبتي، 
 قالوا دمارَ الحبَّ، قلتُ غرامي.
 
يا شامُ كانَ الياسمينُ فضاءنا، 
 كنتِ العطورَ بنفحةِ الإكرامِ.
 
إنِّي أحبُّكِ، واللغاتُ سلاسلٌ، 
 في القلبِ حمصٌ والعيونُ شآمي.
 
ارخي الجدائلَ في الصدورِ سنابلاً، 
 والقي الهمومَ إلى البعيدِ، ونامي.
 
سأضمُّ في عينيكِ ألفَ قصيدةٍ، 
 وحمامةً وحديقةً وقيامي.
 
عصفورةَ الأوجاعِ حانَ غناؤنا، 
 في ضجَّةِ الأجواءِ زيْفُ ظلامِ.
 
في الجُّرحِ تختصرينَ جلَّ وجودِنا، 
 في السرِّ تمتلكين نبلَ وسامِ.
 
في الشامِ يبرقُ حلمُنا من قهرِها، 
 وتردُّهُ نصراً للحياةِ ذمامي.
 
صوتٌ يجيبُ الوعدَ في حماتِنا، 
 اللهُ أكبرُ جلْجلتْ في الشامِ.
 
اللهُ أكبرُ خيرُ نطقٍ ملهمٍ، 
 يا شعْبَنا الحرَّ الأبيَّ سلامي.
 
في صمتِها العذريِّ ألفُ فضيحةٍ، 
 وبصمْتِها الجرَّاسِ همسُ هشامِ.
 
الأمَّةُ العمياءُ نامتْ غبطةً، 
 وصحتْ تباركُ نقمةَ الإيهامِ.
 
فعلى ظهورِ الحقِّ يوركُ داعرٌ، 
 ويصوغُ قانوناً من الإكمامِ.
 
يتساءلُ الإحساسُ عن عنوانِهِ، 
 قدْ ضاعَ، يبحرُ في سحيقِ ظلامِ.
 
الشامُ نائحةٌ على أطلالِها، 
 باعتْ حليباً في عزاءِ فطامِ.
 
يدبو على وهنِ التَّلاقي فاجرٌ، 
 ويبيعُ بارقةَ الأمانِ حراميْ.
 
خذْ، منكَ يصقلُني الحنينُ منابعاً، 
 والأحرفُ السوداءُ خطُّ ختامي.
 
تتمرْجحُ الأرواحُ في أسمائنا، 
 للموتِ والأنقاضِ والإقدامِ.
 
يا أنتِ يختصرُ البقاءُ على يدي، 
 في معصمٍ رسمَ الإيابُ رهامي.
 
كانتْ هنا أمِّي تحيكُ تراثَنا، 
 والدفترُ المنسيُّ رهْطُ كلامي.
 
أنتِ الهوى وجنونُهُ وثوابُهُ، 
 ونقيَّةُ الدمعاتِ في الآلامِ.
 
مازلتُ أنشدُ للرجوعِ قصائدي، 
 قوسُ الضياءِ بنبرةِ الأحلامِ.

29/12/2016
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
تركيا ملاطيا مخيم اللاجئين مابك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق