مجلة صدى بغداد
العدد السادس لسنة 2019
قصيدة العدد
وداع
الشاعر شفيق الكمالي
وكـان الـوداعُ فهل تذكريـــــــــــــــنَ
حكـايـا الـوداع كـمـــــــــــــا أذكرُ؟
عـشـيّةَ سـرنـا ومـن هـمسنــــــــــــــا
نكـاد وهـذا الـــــــــــــــــدُّجى نسكر
وكـنـتِ كزنــــــــــــــــــــــبقةٍ
غضَّةٍ
يـتـيـه بـهـا ثــــــــــــــوبك الأخضر
وشعـرك والهُدْبُ والنــــــــــــــــافرانِ
ومهـوى الفراشـات والـمـرمـــــــــــــر
عـوالـمُ لـم تستبحْهـا عـيـــــــــــــونٌ
ولا طـالهـا حـلُمٌ يــــــــــــــــــخطر
وحـيـديـن نفتضّ ستـرَ السكـــــــــــــونِ
ونطـوي الزَّمـانَ ومـا نشعـــــــــــــــر
نـودّ لـوَ انّ الـــــــــــــــــمدى
واحةٌ
تـنـام عـلى رمـلهــــــــــــــا الأعصُر
يـمـوت الزمـانُ فلا لــــــــــــــــحظةٌ
تضــــــــــــــــــــــيعُ ولا أنَّةٌ
تُ
فَيُطْوَى شــــــــــــــــــراعٌ ويَفْنَى
نزوعٌ
وتـمضـي بفُلْكِ النــــــــــــــوى الأبْحُر
نهـيـم فلا دربنـا يـنـتهــــــــــــــي
ولا نحن يـا حـلـوتـــــــــــــــي نقصر
نعطّر بـالهـمس والـوشـوشــــــــــــــاتِ
رحـابَ الـمدى فـالـمدى عـنــــــــــــبر
سـرحنـا فـمـا هـمَّنـا عــــــــــــــابرٌ
يـمـرّ ولا حـاسدٌ يـــــــــــــــــــنظر
سـواءٌ لـديـنـا أظلَّ هـوانــــــــــــــا
خـواطرَ فـــــــــــــــــي الظنّ أم يُنْشَر
ومـا ضرَّنـا أن يُصـاغ الهــــــــــــــوى
حكـايـا عـلى ذكرهــــــــــــــــا يُسْمَرُ
فـمـا العـمـرُ إلا حديثٌ يشــــــــــــيعُ
وقصّةُ حـبٍّ بـهـــــــــــــــــــــا
تُذْكَر
تعبنـا ومـا تعب الخـافقــــــــــــــانِ
ولا هَوَّمتْ لهفةٌ تسعـــــــــــــــــــــر
فأسندتِ رأسك فــــــــــــــــــــي غَفْوةٍ
عـلى خـافقٍ بـالهـوى يـــــــــــــــزخر
ومـاجت عـلى ثغرك الـمشــــــــــــــتَهَى
حـروفٌ تَرَاقَصُ بــــــــــــــــــــل
أسْطُر
تَنُثُّ تهـاويــــــــــــــــــمَ لا
«معْبَدٌ»
حكـاهـا ولا صـاغهــــــــــــــــا مِزْهَر
فأطبقتُ ثَغْرِيَ فــــــــــــــــــــي
قُبْلَةٍ
وكَفِّيْ تجــــــــــــــــــــــوسُ وتستخبر
فتَمْتَمْتِ ولْهَى وغامت عـيــــــــــــــــونٌ
فديـتُكَ هـذا الــــــــــــــــــذي يُؤْثَر
وإنِّي أهـيـمُ إذا ضَمَّنـــــــــــــــــــي
بشـوقِ الهـوى زندُكَ الأسمـــــــــــــــر
فكـان الـذي شئتِ يـا حُلـوتـــــــــــــي
ــــــــــــــــــوذكرى
بقَفْر النَّوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق