بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 أغسطس 2019

مجلة صدى بغداد العدد السابع لسنة 2019 (بغداد وقد انتصف الليل فيها) رحلة مع الأديبة التونسية حياة الرايس على بساط الريح بقلم / علاء الأديب


 مجلة صدى بغداد

العدد السابع لسنة 2019

(بغداد وقد انتصف الليل فيها)
 
رحلة مع الأديبة التونسية حياة الرايس على بساط الريح

بقلم / علاء الأديب










عبارة كان يرددها المذيع حسين حافظ رحمه الله عند انتصاف الليل في بغداد عبر إذاعة بغداد .كان لهذه العبارة وقع كبير على نفس الشابة التونسية المثقفة التي جاءت بغداد للدراسة ضمن اول مجموعة من طلبة الجامعات التونسيين الذين حصلوا على زمالة دراسية في بغداد . مجموعة مؤلفة من ثلاثة اولاد وبنت واحدة ..وصلوا الى بغداد قبل انتصاف الليل بقليل فاستقلوا الباص الذي ينقلهم الى مقر اقامتهم في المبيت الجامعي وبينما هم في طريقم الى هناك وإذا بصوت المذيع المرحوم حسين حافظ يعلن انتصاف الليل في بغداد بعبارته الشهيرة (بغداد وقد انتصف الليل فيها)بصوته العراقي الرجولي الجهوري. ما ان سمعت تلك الشابة هذه العبارة حتى ظلت عالقة بذهنها دون غيرها من زملائها هذا لأنها كانت حياة الرايس الأديبة التونسية التي حولت تلك العبارة الى رواية نحكي قصة تواجدها في بغداد طيلة أربع سنين من الدراسة في جامعة بغداد .وقد شاءت الأقدار ان أدعى لأمسية استضافت فيها بلدية دار شعبان الفهري حياة للأحتفاء بها وبروايتها فإذا بها تنقلني الى بغداد بكل طرقها واحيائها وازقتها.وعندما تطرقت الى العبارة التي سكنت خاطرها منذ ذلك الحين لم تكن تعرف المذيع الذي كان يطلقها يوميا عند انتصاف الليل في بغداد وكان قد حضرني ذلك الصوت الذي كنت أسمعه في كل ليلة من اذاعة بغد فأبلغتها بأنه حسين حافظ .ولشدة شوق حياة الرايس الى ذكرياتها في بغداد فقد طلبت مني أن أقول هذه العبارة ..فقلتها محاولا تقليد صوت قائلها رحمه الله وأعدتها مرة أخرى بطلب منها ..كنت أشعر بمدى ماتركته تلك العبارة من اثر على نفس الأديبة الرايس.
واسترسلت الرايس في الحديث عن ذكرياتها في بغداد حتى انتصف الليل في نابل ولم يشعر اي من الحضور الا بأنه محلق فوق سماء بغداد على بساط الريح وحياة تروي له حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة.
كم جميل ان يعشق الانسان عبارة فيحولها الى ابداع ادبي تاريخي يخلدفي وجدان وضمير الاجيال. وكم رائع ان تتحول الذكريات بحلوها ومرها الى سفر خالد من أسفار الخلود .
حياة الرايس ...أقول لك شكرا من القلب لهذا التحليق.وللرحلة التي أخذتينا بها الى بغداد وقد انتصف الليل في نابل.
علاء الأديب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق