مجلة صدى بغداد
العدد الثامن لسنة 2019
الملاكُ الحارس
الشاعر العراقي عامر العيساوي
هذا الملاكُ ،
على الأبوابِ يحرسُني
ويسهرُ الليلَ ،
مخْفورآ على نَزَقي
ويلهثُ النجمُ ،
خلْفَ السطرِ مُنْتَشيآ
ويسرِقُ الضوءَ ،
من صوتي ومن حَدَقي
ويتْبَعُ الخطوَ ،
في صمت على أمَدٍ
ويجمَعُ الظلَّ ،
في ظلِّينِ من قلَقِ
سافرتُ في الأرضِ
مخمورآ ومنْتَشيآ
وأنثرُ الحبَّ ،
نجماتٍ على الورقِ
كلُّ القصائدِ ،
من نارٍ على شَفَتي
إنْ مسَّها البرقُ ،
ذابتْ سحنةُ الشَفَقِ
سأتركُ الدمعَ ،
كالأنهارِ في وَجَعٍ
يُدنْدِنُ الجرحُ ،
أنّاتٍ مِنَ الحُرِقِ
لا النارُ تهدأُ في جمري
وفي حطبي
لا الصبحُ يخشى ،
بريقَ الشمسِ في حَدَقي
كلُّ المواويل ،
من دمعِ الدُجى نَزَفَتْ
فوقَ الخدودِ ،
وندَّ الشوقُ في الأرَقِ
أنتِ السماءُ ،
وأفقُ البحرِ نافذتي
ويلهَثُ الظلّ ،
موجوعآ على الطُرُقِ
سيذبَلُ الوقتُ ،
إنْ مرَّتْ بعاصفةٍ
تلكَ الرياحُ وتلهو
نجمةُالغَسَقِ
تشتاقُها دمعَةٌ ،
في الليلِ حانيةٌ
ويسكنُ العطرُ في
ُ أكمامِها العَبِقِ
هذا الحفيفُ ،
على الأوراقِ يسمَعُني
ويبعثُ الشدو
للأغصانِ والوَرَقِ
ويكتبُ الليلُ ،
أشواقي مُبعثَرةً
فوقَ النجومِ ، على الحيطانِ
والحَبَقِ
ويسرقُ الدمعَ ،
من أجفانِ محبرَتي
فيهطِلُ الشِعرُ أحيانآ
كما الوَدَقِ
لايفلِتُ الليلُ ،
من أحداقِ كوكبةٍ
ترنو ، فيجفِلُ كلُّ الضوءِ
في طُرُقي
ستعصِفُ الريحُ ،
إنْ عانقتُ عاشقتي
وينتشي الضوءُ في صُبْحي
وفي غسَقي
هذي العيونُ ،
على الأبوابِ جاثِمَةٌ
لايفلِتُ الظلّ ،
من إبصارِها الحَذِقِ
حاولتُ أُخفي الصدى
عن أُذنِ واشيتي
وأدفَعُ الريحَ عن لحني
وعن نَسَقي
لاشيءَ في الأُفقِ
غيرَ الصمتِ يأسرني
لاشيءَ في الأرضِ ،
غيرَ الزِيفِ والحمقِ
..............................
شعر : عامر العيساوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق