بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أغسطس 2019

مجلة صدى بغداد العدد الثامن لسنة 2019 رِسَالَةٌ إلى وَطَنِي للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز


مجلة صدى بغداد

العدد الثامن لسنة 2019

رِسَالَةٌ إلى وَطَنِي
 
 للشاعر العراقي  الدكتور ابراهيم الفايز 





إلى وَطَنٍ أَلْهَبْتُ فِيهِ مَشَاعِرِي
فَصَيَّرَنِي فَرْدَاً بَكَتْهُ الْمَحَافِلُ

أَتَيْتُكَ حَبْوَاً كَيْ تَرُدَّ حُشَاشَتِي
عِرَاقِيَّةً طَالَتْ عَلَيَّ الْمَعَاوِلُ

أَرَى كُلَّ مَنْ حَوْلِي عَلَيَّ تَكَشَّرَتْ
نَوَاجِذُهُ وَاسْتَصْغَرَتْنِي الْمَنازِلُ

وَكُنْتُ كَماءِ الْمُزْنِ إِنْ عِيلَ مَاؤُهَا
وَكَالدُّرِّ مَكْنُونٍ رَمَتْهُ السَّوَاحِلُ

فَأَصْبَحْتُ في الْمَرْمَى عَلَيَّ تَمَاطَرَتْ
سِهَامٌ رَمَتْهَا حَاضِنَاتٌ وَنَابِلُ

لَقَدْ جَعَلُوا ثَوْبَ العُرُوبَةِ سُبَّةً
وَثَوْبَ بَنِي الإِسْلامِ عَارَاً يُعَامَلُ

وَسَامُوهُ بِالْإرْهَابِ ظُلْمَاً وَغِيلَةً
وَبِالجَّهْلِ أَحْيَانَاً وَمَا فِيهِ عَاقِلُ

وَقَالُوا بِهِ عِنْدَ الْحِوَارِ لَجَاجَةٌ
وَلَيْسَ لَهُ غَيْرَ السِّيُوفِ بَدَائِلُ

وَقَدْ أَخْطَأَ التَّارِيخُ إِذْ قَالَ إِنَّهُمْ
مُلُوكٌ إذا سَاسُوا كِرَامٌ مَنَاهِلُ

فَهُمْ حَفْنَةُ الصَّحْراءِ كَانُوا رُعَاتَهَا
فَبَادُوا وَأَبْلَتْهُمْ قُرُونٌ أَوَائِلُ

إذا احْتَكَمَتْ عِنْدَ الْوُرُودِ قَبَائِلٌ
فَلِي إِبِلٌ قَدْ أَحْرَمَتْهَا الْقَبَائِلُ

إذا حَانَ وِرْدُ الْمَاءِ تَأْتِي جِمَالُهُمْ
خِمَاصَاً فَلا تَعْدُوهُ وَهِيَ حَوَامِلُ

وَلِي إِبِلٌ تَأْتِي عَطَاشَى وَتَرْتَمِي
وَتَصْدُرُ مِنْ رَمْضَائِهَا تَتَحَامَلُ

فَإِنْ كَانَ وِرْدُ الْمَاءِ عِنْدَكَ قَاتِلاً
سَأَشْكُوكَ عِنْدَ اللّٰهِ إِنَّكَ قَاتِلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق