مجلة صدى بغداد
العدد الثامن لسنة 2019
فوانيس مُطفأة
الشاعر العراقي د. ابراهيم مصطفى الحمد
أفِقْ يا هائلَ النَّجوى
لِصَمتِكَ صرخةٌ وَصَدى
ونايُكَ صوتُهُ المائيُّ
نَهْرًا كانَ للسُّعَدا
ولكنَّ الجَحيميّينَ
مُذْ صَفُّوا لَهُ رَصَدا
فمَنْ قالوا نَما شجرًا
ومَنْ آذى وَمَنْ جَحَدا
تَلا أقصى مباهِجِهِ
وصافَحَ طينَهُ وَهَدا
وَنامَ وصوتُهُ أعمى
يهاجِرُ كُلَّما وَعَدا
أَرابَكَ أنَّ أقرَبَهم
وكنتَ تُريدُهُ السَّنَدا
أفَقْتَ على خَناجِرِهِ
فَألْقَمَ جَفنَكَ الرَّمَدا
مَخالِبُ لَيلِهِ الأعمى
بِها شِريانُكَ انْفَصَدا
فَسالَ الضَّوءُ مَمْهورًا
بحُزنِكَ وارْتَقى وَحَدا
لِيَصْعَدَ مِنْ مَنازِفِهِ
ولا يَرجو لَها ضَمَدا
أفِقْ فالجُرْحُ فانوسٌ
وَناقوسٌ إذا وَكَدا
وناووسٌ إذا صَلّى
وقِيثارٌ غَداةَ شَدا
ومُهْرٌ قَلقَلَ النَّجوى
بِعُمقِ الهَمِّ مُنجَرِدا
وبَيتٌ لَن تُغادِرَهُ
عليكَ جحيمُهُ انْعَقَدا
إذا ما أسْبتَ الهَمُّ
أغارَ لينهضَ الأحَدا
وصَوتُكَ لمْ يَزَلْ يَجري
كَنَهْرٍ حَيَّرَ البُلَدا
أغانيكَ ارْتَوَتْ شَجَنًا
ويشهدُ كلُّ مَنْ وَرَدا
بأنّكَ فرحَةٌ تَعدو
وحُلمُكَ لَمْ يَزَلْ وَلَدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق