بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

العدد الثالث لسنة 2015 ... قامات وهامات .... غيوم ما تزال مجنونة .... للشاعر العراقي : خلف دلف الحديثي





العدد الثالث لسنة 2015


قامات وهامات


غيوم ما تزال مجنونة


للشاعر العراقي : خلف دلف الحديثي







أمشي ويسبقني الطريق وألحقُ
وإليّ أرحل في خطاي وأزلقُ
أنا ربما أمضي فيحملني المدى
وبلا يديّ بموج حزني أغرقُ
فتجرّني لمتاهِها بِيدُ المتى
نأوي إلينا والظنونُ تُمزّقُ
أنا غيبةُ المهديّ في مُدنِ النوى
فمتى سيظهر في مداي وينطقُ؟
ومتى ستبقى في شفاهي غصّةٌ
أنّا إلينا من جديدٍ نُخلقُ؟
هل يرجعونَ وربّما لا لا ولنْ
وتدوسُهم قدمُ الضياعِ الأحمقُ
وبلا خطاي تجيءُ كلّ دروبنا
تعبى فيحضنُها الرصيفُ ويشهقُ
وترى على أحجارِها لونَ المسا
وبها يخطّ سؤالَه المتمنطقُ
ما زلت ذاكَ الوجه يحملُ سحنةً
ويدُ اشتياقي للجروحِ تُرتّقُ
وجهٌ بلا وجهٍ غدوْتُ وملّني
رأسي وغادرَني الشبابُ المُونقُ
فالشوقُ مرآةُ الدّموعِ تُسرّه
للرّيحِ ينفثُ بالجوى ويُحرِّقُ
ما زالَ يملأني حنينُ توجّعي
وبهِ يُطوّقني السرابُ وَيطرُقُ
أرضى عيونكِ أنْ تُحاورَ طفلَها
وتضمُّه شوقاً لها وتُطوّقُ
ما زلتُ ينفثني الطريقُ لحجْرِهِ
وإليّ ترحلُ مقلتي وتدقّقُ
سرْنا وكسّرْنا نوافذَ حزنِنا
وضياعنا فينا يَسيرُ ويُغرِقُ
جئْنا ورانا تاركينَ دموعنا
في الدارِ تسألُ طيفَنا وتُعلّقُ
وبمقلتي ما زال يحرُثُ شكلَه
بيتي ويزرعُ نخلةً تتصدّقُ
وشُجيرةُ النارنجِ يركضُ ظلُّها
خلفي ومكتبتي تحنُّ وتأرَقُ
حصدوا الجمالَ وتاجروا بفراتِنا
ولموتِنا كلّ المعالمِ أحْرقوا
باعوا النخيلَ وصوتَ ناعوري الذي
يغفو بأحضانِ الفراتِ ويُدْلقُ
لم يبقَ منْ آمالنا غيرُ الصدى
وسوى بقايا الأمسِ فيّ تبحْلقُ
والذكرياتُ تحطّمتْ مرآتُها
وتناثرَتْ فيها الطيوفُ ومُزّقوا
ماتَ الشعورُ ولم تمُتْ أحلامُنا
أنى سترجعُ مرّة ونوثِّقُ
هي رحلةُ الأوجاعِ ما زلنا بها
نمشي وفينا للرّوابطِ مزّقوا
فلَكُم هنيئاً يا ولاةَ أمورِنا
ولنا البكاءُ ودمعةٌ تترقرَقُ
رغمَ السنينِ ولم أزلْ طفلَ البُكا
بسريرِهِ وبما حوَى يتعلّقُ
ستظلّ ساقيةُ (الحديثة) لهفتي
روحي إلى صفصافِها تتشوّقُ
أنا لمْ أزلْ رغمَ اندثارِ معالمي
أبني بروحي خيمةً تتعَمْلقُ
أخفي بروحي غيمةً مجنونةً
في غيثِها بمواسمي تتصدّقُ
والآنَ يا للآن صرْتُ حكايةً
فيها الجميعُ بلهوِها تتمشْدَقُ
وعلى تلالِ الوهْمِ تسكبُ قطرَها
ولوعدِها أرمي البذورَ وأرْشقُ
يا أنتَ يا وجهي الغريب متى أرى
عيني بأبوابِ الرّجوعِ تحدّقُ؟
سُدّتْ منافذُنا وفيّ تزاحمَتْ
أوجاعُنا وبنا تتيهُ الأطرُقُ
يا أنتِ يا كلماتُنا موبوءةٌ
منْ أيّ حرفٍ في جمالِكِ نُبْرِقُ
هي يا (حديثة) حسرةق لن تنتهي
فمتى أراني بابَ قلبِكِ أطرُقُ؟
***

30/6/2015 السليمانية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق