العدد الخاص بالمولد النبوي الشريف
في يوم ذكراه
للشاعر العراقي : صلاح سعيد الحديثي
تأريخُنا من غيرِ يومِك مقفـــرُ
نحنُ الظماءُ وأنتَ أنتَ الكوثرُ
ماتتْ برمضاءِ الهواجرِ شهقةٌ
كانتْ ببقيا أمسِكم تتعطـــــــرُ
وتحرّقَ الغيم المسافر ُ والهوى
ودم الحقولِ على الحجارة يُعصرُ
حتى النجوم ُكئيبة في خدرِها
نامت كعذراءٍ جفــــــاها الأحورُ
دمي صرخة ُ النيران عندَ اوارها
جمرُ بآهاتِ الأضالعِ مأبحـــــــرُ
روحي كدارٍ ودعـّت عشاقها
يومَ الرحيل الى المواكبِ تنظرُ
حزني كاشجار تموتُ من الظما
وعلى رؤاها تستفيقُ الأنهــــرُ
وأتيتَ فجراً قد تنفسَ صبحُه
شمساً يعانقها الربيعٌ الأخضـرُ
ورقاء ُ( مكةَ) غردتْ بترنمٍ
والكعبةُ الزهرا بهاءاً تمطـرُ
فألآن تُطفأ (فارسٌ) نيرانَها
وكنائسُ الموتى (بساوة) تُقبرُ
الآنَ يبتدأ الزمانُ قصيدة
عصماءً منها كلُ حرفٍ يبهرُ
تقفُ القوافي دونها مبحوحةٌ
ماذا تغردُ في هواك وتسطرُ
فاليوم يهزاُ من (لبيدٍ شعره
ويحارُ حسانٌ ويصمتُ عنترُ
ألقيت روحي في بحارك واهما
إني سأقتحمُ الضفافَ وأعبرُ
لكن خيلي في رحابك قد كبت ْ
فسناك ما فوق الكواكب ينثرُ
من رتل القرآن فيه ثنــــــاءه ُ
هيهات أن تحوي رؤاه الأبحرُ
من أقسم الرحمن فيه في السما
كيف النجوم ُ بحسنه لا تــزهرُ
فمحمد ٌ هفتِ الملوكُ لنبله
لا كسرى يبلغُ ظلهُ أو قيصرُ
إني بمحراب الهوى متبتل
جفني الى ذاك السنا يتضورُ
انا ما مدحتكَ في قصيدي شاعراً
لكن مدحتُ بك القصيدَ وأفخرُ
عفواً أبا الزهرا أتيتك متعبا
وخطاي من وجع الظما تتعثرُ
ماذا أبثك من جراح زماننا
وجراحنا منها اللظى يتسعرُ
في كل دارٍ من دياركَ غصة
وبكل أرض يستغيث المنبرُ
عادت بقايا النار تحتطب الهدى
عادت قريضةُ والنضيرُ وخيبرُ
عدنا لأيام الضلالة والهوى
بدم البريء بلا ضميرٍ نســـــكرُ
لا لهوَ غير الموتِ يحصدُ أمةً
(فمهلهل ٌ) يحدو ويا (بكر ُ) انحروا
الكونُ يغفو ساجداً ومسبحا
وعوالـمُ البشرِ المّكابر تكفـــــــرُ
يا أيها الجـــلادُ مالكَ غافلاً
أتظنُ ربك غافــــــلاً لا ينظــــــرُ
ماذا تقول اذا السماء تفطرتْ
والشمس فوق رؤوسنا تتــكورُ
أتظنُ ما سرقتْ يمينك نافعاً
أو من قتلتَ ومن سجنتَ سيغفرُ!
أتظنُ ليلك مالهُ من آخــــرٍ
وبأن صبحَ القهـــرِ أنّى يسفــــرُ!
مهما تمطى الليلُ فجري قادمٌ...
وغداً تعانقك الجحيمُ وتسعرُ
!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق