العدد الأول
لسنة 2016
قامات وهامات
الحال والمضارع المستمر في جازان
للشاعر السعودي/ خالد بن علي البهكلي
يَزُوْرُكِ الدَّمْعُ مِنْ حِيْنٍ إلى حِيْنِ
وَأَنْتِ كُلّكِ حُزْنٌ في عَنَاوِيْنِي
تُكَابِرِيْنَ كَأُمٍّ والزَّمَانُ لَهُ
عَلَى مُحَيَّاكِ وَسْمٌ كَادَ يُخْفِيْنِي
وَتَضْحَكِيْنَ وَهَمٌّ فِيْكِ ألْحَظٌهُ
في الفُلِّ يَبْكِي وَفِي غُصْنِ الرَّيَاحِيْنِ
فَوَاجِعُ الدَّهْرِ مِيْعَادٌ وَتَذْكِرَةٌ
مَا عُدْتِ مِنْ مُدْيَةٍ إلَّا لِسِكِّيْنِ
خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ مِنْ أَزْهَارِكِ احْتَرَقَتْ
فَذَابَ نَبْضٌ عَلَى أَبْواب تِشْرِيْنِ
وَأَنْتِ مؤْمِنَةٌ مَا خِفْتِ مِنْ قَدَرٍ
تُقَدِّمِيْنَ دُرُوسَ الصَّبْرِ والدِّينِ
أَعْجَزْتِ صَبْرَاً وَأَفَّاكَاً بِمَنْطِقِهِ
رَمَيْتِ مَا قَالَ فِي نِيْرَان تِنِّينِ
وَأَنْتِ أَنْتِ أَيَا جَازان شَامِخَةٌ
يَا جَنَّةَ اللهِ يَا (أُمَّ المَسَاكِيِنِ)
إنِّي تَعَلَّمْتُ مِنْكِ الحَرَّفَ أُغْنِيَةً
مَزَجْتُ حُسْنَكِ سِحْرَاً فِي تَلاوِيِنِي
وَتَرْتَقِيْنَ اشْتَهَاءً فِي مُخَيِّلَتِي
لَكِنَّمَا الحُزْنُ فِي عَيْنِيْكِ يَكْوِيْنِي
يَا أُمَّ قَلْبِي تُعَرِّي الرِّيْحُ أَوْرِدَتِي
وَتَسْتَغِيْثُ مِنَ البَلْوَى شَرَايِيْنِي
كَمْ صَعْبَةٌ كَلَمَاتُ الذُّلِ في فَمِنَا
وَأَنْتِ قَابِعَةٌ في رِمشِ تَدْوِيِنِ
إِلَى مَتَى وَبَرِيْقُ الزَّيْفِ يَخْدَعُنَا
أرْجُوكِ رُدِّي فَقَدْ ضَاعَتْ عَنَاوِيْنِي
أَنَا احْتِمَالٌ أَمَامَ البَابِ مُرْتَعِبٌ
مَشَى بِهِ العُمْرُ حَتَّى ضَاقَ مِنْ
حِيْنِ
نَعَمْ أُحُبُّكِ لَكِنْ زَادَ بِيْ وَجَعِي
وَجِئْتُ أَصْرُخُ مِنْ حَالٍ سَيُقْصِيْني
جَازَانُ يَا دَمْعَةً في عَيْنِ سَائِلهَا
وَيَا ارْتِعَاشَات بَحْرٍ بَاتَ يَسْقِيْنِي
كُوْني كَمَا شِئْتِ لَكَنْ فاعْلَمِي خَبَرَاً
بِأَنَّ صَمْتَكِ يَا جازان يُدْمِيْنِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق