العدد الثاني لسنة 2016
وادي عبقر ..ملتقى الشعراء بالجّان
بقلم : علاء الأديب
هو واد سحيق .. يقع في نجد .
وهناك من يقول بأنّه في مكّة.
وإذا قيل فلان ( عبقريّ ) فهذا نسبه إلى وادي عبقر .
وتقول الأساطير إن هذا الوادي تسكنه الجنّ منذ سالف الزمان .
كما تقول إن من أمسى ليلة في هذا الوادي زارته روح شاعر أو شاعرة من الغابرين تلقنه الشعر.
ولقد كان لكلّ شاعر من الشعراء قرين من هذا الوادي يلقنه الشعر مثل .
أمرؤ القيس: لافِطُ بن لاحظ،
الأعشى: مِسْحَل بن أثاثة
عبيد بن الأبرص: هبيد بن الصلادم
النابغة الذبياني: هاذر بن ماذر
الكميت: مدرك بن واغم
بشر بن أبي خازم: هبيد
زهير بن أبي سلمى: زهير
بشار بن برد: شنقناق
طرفة: عنتر بن العجلان
قيس بن الخطيم: أبو الخطَّار
أبو نواس: حسين الدَّنَّان
أبو تمام: عتَّاب بن حبناء
البحتري: أبو الطبع
وللمتنبي: حارثة بن المُغَلِّس.
***معنى (عبقر) في اللّغة
عبقر :
ع ب ق ر : العَبْقَرُ بوزن العنبر موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذقه أو جودة صنعته وقوته فقالوا عَبْقَرِيٌّ وهو واحد وجمع والأنثى عَبْقَرِيَّةٌ يُقال ثياب عبقرية وفي الحديث { أنه كان يسجد على عبقري } وهو هذه البُسُط التي فيها الأصباغ والنقوش حتى قالوا ظُلم عَبْقَرِيٌّ وهذا عبقري قوم للرجل القوي وفي الحديث { فلم أر عبقريا يفري فرية } ثم خاطبهم الله تعالى بما تعارفوه فقال { وعبقري حسان } وقرأ بعضهم وعباقريّ وهو خطأ منسوب لا يجمع على نسبته
المعجم: مختار الصحاح
2. العَبْقَرُ - عَبْقَرُ :
العَبْقَرُ : أَولُ ما ينبُتُ من أصولِ القصب ونحوه وهو غضٌّ رخْصٌ قبل أن يظهر من الأرضِ .
الواحدة : عَبقرةٌ .
و العَبْقَرُ المرأةُ التَّارَّةُ الجميلة .
المعجم: المعجم الوسيط
3. عَبْقَر :
عَبْقَر : موضعٌ تَزْعُمُ العربُ أَنه مَوْطنٌ للجنِّ ، ثم نسَبُوا إِليه كلَّ شيءٍ تَعَجَّبُوا من حِذْقِهِ أو جَوْدَةِ صَنعَتِهِ .
المعجم: المعجم الوسيط
4. عَبْقَرَ :
عَبْقَرَ السَّرَابُ : تلألأ .
المعجم: المعجم الوسيط
5. عبقر - عَبْقَرُ :
[ ع ب ق ر ]. : مَوْضِعٌ فِي الْجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ كَانَ العَرَبُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مَوْضِعُ الجِنِّ وَمَسْكَنُهُمْ وَيَنْسِبُونَ إِلَيْهِ كُلَّ عَجِيبٍ وَعَمَلٍ خَارِقٍ جَيِّدٍ .
المعجم: الغني
6. عبقر - عَبْقَرَ :
[ ع ب ق ر ]. ( فعل : رباعي لازم ). عَبْقَرَ ، يُعَبْقِرُ ، مصدر عَبْقَرَةٌ . " عَبْقَرَ السَّرَابُ " : لَمَعَ ، تَلأْلأَ .
المعجم: الغني
7. عبقر :
- موضع قال العرب إنه موطن للجن
المعجم: الرائد
8. عبقر - عبقرة :
- عبقر السراب : لمع وتلألأ.
****وردت العديد من القصص عن وادي عبقر اخترنا لكم منها:
--------------------------------------
**يقال إنّ أناسا خرجوا في سفر ومعهم دليل أي رجل صاحب دلالة في الصحراء اسمه ( ابن سهم الخشب ) وضلّ الدليل الطريق فقال لمن معه :
( باللاّت والعزى ومناة الثالثة الاخرى قفوا ! نحن على حافة وادي عبقر ! )
وأشار إلى بطن الوادي نحو كثبان رمل مقمرة وناعمه وإذا بكائن على هيئة إنسان يشوق ظليما ( ذكر النعام )
مربوطا من خطمه بحبلة من الكتان . كان مقبلا من عمق الوادي فاستوحشنا منه !
وحتى الابل بدات ترغي وتتراجع بنا الى الوراء . ومرق قريبا منا . كان أطول من الناقة
ورأينا ظهره عاريا وفيه نمش اخضر . مثل طحالب تتشعب على سطح ماء آسن فارتعبنا
وقف بعيدا عنّا وتلفت حولنا وحدق فينا مدة جعلت فرائضنا تنتفض !
ثم قال للدليل :
يا ابن سهم الخشب من اشعر العرب ؟ كان الدليل خائفا فلم يجب
فأكمل . أشعرهم من قال .
وما ذرفت عيناك إلا لتضر بي ---- بعينيك في أعشار قلب مقتل
فعرفنا انه يقصد امرؤ القيس فقال الدليل باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى من أنت ؟ !
ورجع إلى الوراء حتى كاد أن يقع فقال . ( أنا لافظ بن لاحظ من كبار الجن لولاي لما قال صاحبكم الشعر ! !
ومضى مقهقرا . وقف دليل القافلة مذهولا وحدق فيه حتى اختفى قلنا له . فما تقول في هذا ؟
فقال هذا لافظ بن لاحظ شيطان امرئ القيس الذي يملي عليه الشعر .
--------------------------------------------------------
**وذكر مطرف الكناني عن ابن داب قال : حدثنا رجل من أهل زرود ثقة عن ابيه عن جده قال .
خرجت على فحل كأنه فدن يمر بي يسبق الريح حتى دفعت إلى خيمة وإذا بفنائها شيخ كبير .
فسلمت فلم يرد علي .
فقال : من أين والي أين ؟ فاستحمقته إذ لم يرد علي السلام
وأسرع لي بالسؤال ؟.
فقلت من هنا وأشرت إلى خلفي و إلى هنا وأشرت إلى أمامي 0 فقال أما من هنا فنعم . وأما لي هنا فوالله ما أراك تبهج بذلك 0 إلا أن يسهل عليك مدارة من ترد عليه ؟ قلت وكيف ذلك أيها الشيخ ؟
قال : لان الشكل غير شكلك والزىّ غير زيّك فضرب قلبي انه من الجن .
وقلت أتروي من إشعار العرب شيئا ؟
قال : نعم .
وأقول قلت فأنشدني كالمستهزئ به .
فأنشدني قول امرئ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ----- بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
فلما فرغ قلت أو أن امرؤ القيس ينشر لردعك على هذا الكلام !
فقال ماذا تقول . قلت هذا لامرئ القيس قال : لست أول من كفر نعمة أسداها ! !
قلت : ألا تستحي أيها الشيخ أمثل هذا يقال بأمريء القيس ؟
قال أنا والله منحته ما أعجبك منه : قلت فما اسمك ؟
قال : لافظ بن لاحظ . فقلت اسمان منكران !! قال أجل .
فاستحمقت نفسي له بعد بعدما استحمقته لها .
وهكذا مازالت القصص تحكي لنا عن الجنّ والشعر في وادي عبقر
حتى تمنينا أن يكون لكلّ منّا قرين فيه.
فليس كلّ عالم الجنّ مخيف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق