العدد الثاني لسنة 2016
يابدر
للشاعر الفلسطيني خالد الشوملي
يا بَدْرُ وَدِّعْني وَدَعْ أحْلامي
وَخُذِ النّجومَ هَدِيَّةً وَسَلامي
وَخُذِ النّجومَ هَدِيَّةً وَسَلامي
هِيَ نُورُ أحْداقي وَزَهْرُ حَدائِقي
ما كُنْتُ لَوْلاها أُطيقُ مَنامي
ما كُنْتُ لَوْلاها أُطيقُ مَنامي
قَدْ قدّتِ الأشْواقُ ثَوْبَ قَصيدَتي
وَالْحَرْفُ فِيها حِيكَ مِنْ آلامي
وَالْحَرْفُ فِيها حِيكَ مِنْ آلامي
حَبْلُ الْحَنينِ أشُدُّهُ فَيَشُدُّني
وَطَني الْمُشَتَّتُ في جَحيم ِ خِيام ِ
وَطَني الْمُشَتَّتُ في جَحيم ِ خِيام ِ
لَوْ سِرْتُ غَرْباً سَوْفَ تُشْرِقُ شَمْسُهُ
وَلَوِ اسْتَدَرْتُ رَأَيْتُهُ قُدّامي
وَلَوِ اسْتَدَرْتُ رَأَيْتُهُ قُدّامي
جَبَلٌ مِنَ الذِّكْرى على كَتِفِ النّدى
لَمْ يَرْفَعِ النِّسْيانُ عبْءَ غُلام ِ
لَمْ يَرْفَعِ النِّسْيانُ عبْءَ غُلام ِ
إنِّي رَسَمْتُ مِنَ الدُّموع ِ شَواطِئي
وَالْبَحْرُ هاجَ بِدَفْتَرِ الرَّسّام ِ
وَالْبَحْرُ هاجَ بِدَفْتَرِ الرَّسّام ِ
الْحُبُّ يَجْري في فُراتِ قَصائِدي
ما جَفَّتِ الأشْواقُ في الأقْلام ِ
ما جَفَّتِ الأشْواقُ في الأقْلام ِ
إنْ كانَ حُبُّكِ يا بِلادي تُهْمَةً
فاللهُ زادَ عَلَيَّ في آثامي
فاللهُ زادَ عَلَيَّ في آثامي
أشْهَرْتُ حُبَّكِ وَانْطَلَقْتُ عَواصِفاً
الغِمْدُ قَلْبي وَالْغَرامُ حُسامي
الغِمْدُ قَلْبي وَالْغَرامُ حُسامي
إنِّي رَأيْتُكِ وَالظَّلامُ مُخَيِّمٌ
في كُلِّ سِجْنٍ زادَ فِيكِ هُيامي
في كُلِّ سِجْنٍ زادَ فِيكِ هُيامي
إنِّي نَسَجْتُ مِنَ الْوَفاءِ خَرائِطي
بِشُعاع ِحَرْفِكِ قدْ مَسَكْتُ زِمامي
بِشُعاع ِحَرْفِكِ قدْ مَسَكْتُ زِمامي
وَالْقَلْبُ يَسْبِقُني وَيَهْتِفُ عالِياً
حُرِّيَّةُ الإنْسانِ جُلُّ مَرامي
حُرِّيَّةُ الإنْسانِ جُلُّ مَرامي
يَتَوَهَّجُ الْقَلْبُ الْمُتَيَّمُ بِالْهَوى
تَتَمَوَّجُ الذِّكْرى مَعَ الأنْسام ِ
تَتَمَوَّجُ الذِّكْرى مَعَ الأنْسام ِ
في جَرّةِ الْهَيْمانِ تَرقُصُ جَمْرةٌ
لا يَرْتَوي الصَّبُّ الْغَريقُ الظّامي
لا يَرْتَوي الصَّبُّ الْغَريقُ الظّامي
هِيَ شُعْلَةُ الشَّوْقِ الّتي لَمْ تَنْطَفئْ
ما وَدَّعَتْهُ الْعَيْنُ هَبَّ أمامي
ما وَدَّعَتْهُ الْعَيْنُ هَبَّ أمامي
في الرُّوحِ أوْطاني وَأيّامُ الصِّبا
فَلَها تُرَفْرِفُ أجْمَلُ الأعْلام ِ
فَلَها تُرَفْرِفُ أجْمَلُ الأعْلام ِ
هَلْ ذابَ في الْمَنْفى فُؤادٌ عاشِقٌ
أَمْ قوّسَتْ نارُ الزَّمانِ سِهامي ؟
أَمْ قوّسَتْ نارُ الزَّمانِ سِهامي ؟
يا غُرْبةَ الصّحْراءِ أيْنَ زَنابِقي
هلْ كانَتِ الآبارُ مِنْ أوْهامي ؟
هلْ كانَتِ الآبارُ مِنْ أوْهامي ؟
أيْنَ البَنَفْسَجُ وَالْقَرَنْفُلُ وَالشّذا
هَلْ ماتَتِ الأزْهارُ في الأكْمام ِ ؟
هَلْ ماتَتِ الأزْهارُ في الأكْمام ِ ؟
وَالْيَاسَمينَةُ هَلْ تَرَهّلَ ظِلُّها
كيْفَ اخْتَفَتْ في بُرْهَةٍ أعْوامي ؟
كيْفَ اخْتَفَتْ في بُرْهَةٍ أعْوامي ؟
كَمْ عَذّبَتْني غُرْبَتي بِجَفائِها
عَضَّتْ بِأنْيابِ الذِّئابِ عِظامي !
عَضَّتْ بِأنْيابِ الذِّئابِ عِظامي !
إنِّي شَرِبْتُ مِنَ الْمَنافي مُرَّها
يا بَدْرُ صُبِّ الفَجْرَ في أجْوامي
يا بَدْرُ صُبِّ الفَجْرَ في أجْوامي
لَمْ أفْتَقِدْ ريشَ النّعام ِ وَإنّما
ضَوءَ الحَياةِ بِثَغْرِها البَسّام ِ
ضَوءَ الحَياةِ بِثَغْرِها البَسّام ِ
أَنْتَ الْمُشَتّتُ أَمْ أنا
أَمْ نَحْنُ يَجْمَعُنا الشّقاءُ بِظِلِّهِ الْمُتَرامي ؟
أَمْ نَحْنُ يَجْمَعُنا الشّقاءُ بِظِلِّهِ الْمُتَرامي ؟
يا بَدْرُ إنّي قَدْ كَتَبْتُ وَصِيّتي
لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْري سِوى أيّام ِ
لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْري سِوى أيّام ِ
شُكْراً لِكُلِّ قَصيدَةٍ أهْدَيْتَني
لَوْلاكَ ما احْتَمَلَتْ رُؤايَ ظَلامي
لَوْلاكَ ما احْتَمَلَتْ رُؤايَ ظَلامي
حَلِّقْ لَكَ الآفاقُ مِلءَ بَهائِها
والْكَوْنُ يَعْزِفُ أَبْدَعَ الأنْغام ِ
والْكَوْنُ يَعْزِفُ أَبْدَعَ الأنْغام ِ
يَتَلأْلأُ الإيقاعُ فَوْقَ سَمائِها
خَيْلُ الْقَصيدِ مُسَرّجٌ بِكَلامي
خَيْلُ الْقَصيدِ مُسَرّجٌ بِكَلامي
يا بَدْرُ حَلِّقْ في فَضاءِ بِلادِنا
في قامَةِ الأَجْرام ِ خَيْرُ مُقام ِ
في قامَةِ الأَجْرام ِ خَيْرُ مُقام ِ
علّقْ على غُصْنِ الْوَفاءِ قِلادَةً
مِنْ قِيمَةِ الأوْطانِ كانَ مَقامي
مِنْ قِيمَةِ الأوْطانِ كانَ مَقامي
إنَّ الْحَياةَ تَسِيرُ وَفْقَ مِزاجِها
لا يُوقِفُ الأنْهارَ صَخْرُ لِئام ِ
لا يُوقِفُ الأنْهارَ صَخْرُ لِئام ِ
النّارُ في فَمِهِمْ وَحُلْمُكَ صادِقٌ
لا تَكْتَرِثْ يا نَهْرُ لِلنّمّام ِ
لا تَكْتَرِثْ يا نَهْرُ لِلنّمّام ِ
إنْ كُنْتَ تَبْحَثُ عَنْ نَياشينِ الْعُلى
فَالْعِلْمُ وَالأخْلاقُ خَيْرُ وِسام ِ
فَالْعِلْمُ وَالأخْلاقُ خَيْرُ وِسام ِ
إنَّ الْحَياةَ مَواقِفٌ وَبُطولَةٌ
ما قِيسَ عُمْرُ الْمَرْءِ بِالأرْقام ِ
ما قِيسَ عُمْرُ الْمَرْءِ بِالأرْقام ِ
لا يُحْرِزُ الأمْجادَ إلا فارِسٌ
لَبَّى النِّداءَ بِعَزْمِهِ الْمِقْدام ِ
لَبَّى النِّداءَ بِعَزْمِهِ الْمِقْدام ِ
فَاصْدَحْ بِشِعْرِكَ أنْتَ حُرٌّ في الْمَدى
يا صاحِبي لا تَخْشَ طَيْفَ نِظام ِ
يا صاحِبي لا تَخْشَ طَيْفَ نِظام ِ
حَرِّرْ مَجازَكَ مِنْ قُيودِ غُيومِهِ
أكْرِمْ عَلى الشُّعَراءِ بِالإلْهام ِ
أكْرِمْ عَلى الشُّعَراءِ بِالإلْهام ِ
وَاحْرِقْ وِثاقَكَ يا صَديقي وَانْطَلِقْ
لا تَرْتَدي الأقْمارُ أيَّ حِزام ِ
لا تَرْتَدي الأقْمارُ أيَّ حِزام ِ
وَاحْمِلْ حَنينَ النّهْرِ نَحْوَ مَصَبِّهِ
وانْثُرْ رَحيقي في بِلادِ الشّام ِ
وانْثُرْ رَحيقي في بِلادِ الشّام ِ
وَإذا دَعَتْكَ الرّيحُ نَحْوَ مُروجِنا
جُدْ بِالْمَحَبَّةِ سَيّدَ الإكْرام ِ
جُدْ بِالْمَحَبَّةِ سَيّدَ الإكْرام ِ
سَلِّمْ عَلى " حَقْلِ الرُّعاةِ " وَأهْلِهِ
وَاكْسِرْ رَغيفَ الْخُبْزِ مَعْ أعْمامي
وَاكْسِرْ رَغيفَ الْخُبْزِ مَعْ أعْمامي
هَلْ ذُقتَ فقّوسَ البِلادِ وَتينَها
وَرَأيْتَ نورَ الشَّمْسِ في الشّمام ِ ؟
وَرَأيْتَ نورَ الشَّمْسِ في الشّمام ِ ؟
عَرِّجْ على بَيْتي العَتيقِ وَبِئْرِهِ
فَهُناكَ بِالشِّعْرِ ابْتَدَأْتُ غَرامي
فَهُناكَ بِالشِّعْرِ ابْتَدَأْتُ غَرامي
ما زالَ جُرْحُ الأَرْضِ يَنْزِفُ مِنْ دَمي
فَاضْغَطْ عَلَيْهِ بِقُوّةِ الإبْهام ِ!
فَاضْغَطْ عَلَيْهِ بِقُوّةِ الإبْهام ِ!
إنِّي أرى ضَوْءاً يَشُقُّ سَبيلَهُ
أَمَلاً سَيَنْبُتُ مِنْ رُكام ِ حُطام ِ
أَمَلاً سَيَنْبُتُ مِنْ رُكام ِ حُطام ِ
اِمْسَحْ دُموعَ الْقُدْسِ في عَلْيائِها
بِشَذا النّدى بَلْسِمْ ثَراها الدّامي
بِشَذا النّدى بَلْسِمْ ثَراها الدّامي
وَأضِئْ بِسِحْرِكَ فوقَ هام ِ بلادِنا
قَبّلْ أيا بَدْرُ الْجَبينَ السّامي
قَبّلْ أيا بَدْرُ الْجَبينَ السّامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق