العدد الثاني لسنة 2016
حكايات ومطالب عاجلة إلى الله من بلادِ اليمن السعيد
للشاعر اليماني حميد عقبي
يتحول الهواء إلى كراتٍ جامدة
تتدحرج بعضها على الأرصفة المبتلة
بعضها يتعلق فوق الأسطح والأسقف العالية
يحلم قطر الندى بسيقان صناعية
منذ فقد أطرافه التسعة عشر بسبب مزحة لغم كان مزروعاً في أنف السماء
خافت السماء أن تعطس فتتبعثر شطائر اللغم على مستشفى مجانين اليمن
في صنعاء..في تهامة وتعز
في صعدة وأرض جنوب بلاد العرب
هناك أرسل الموت بناته القبيحات
يمتطين ظهور بقرات سمان متوحشات
يصفق لهن مجانين اليمن
يحسبونها حافلة ركاب عليها بابا نويل والأقزام السبعة
تقودها ساندريلا الجميلة
يجمعون للضيوف قصصهم وطرائف تسخر من الساسة في سلة الخبز الحافي
يصنعون مما بقي من الشاي والقهوة بعض الألوان
كي يرسموا قوس قزح رمادي لتهبط عليه حافلات الزائرين
أحدهم ظن أنه موسم الحجيج إلى القليص
المجانين لهم خيالهم الخاص
منهم شعراء يعلقون قصائدهم على جدران بيوت العناكب.
***
تقول بشرى المقطري :” طريقك مسدود، مسدود، مسدود ياوطني.”
تأتي الزغاريد من تعز
لكن تيساً وذئبا وأفعى يبتلعون المرح
هناك شبان يحبون الحياة، منهم من وجد عشيقة في العالم الإفتراضي
ومنهم من له خيال يمارس العادة السرية دون مقبلات أفلام البورنو ـــــ تغريهم القذائف بمعانقات ساحرة.
تتغير ملامحهم قليلاً بعد العناق
تتغير طريقة ترتيب وقص الشارب
تسريحة الشعر تُدهن بالصبغة المعطرة
لا يحترق أحد من السكان
لكن أحد منهم لا يملك ظلاً
تشوهت الظلال أم أنها تستعد لحفلة تنكرية
منها ما يشبه سجناء جحيم دأنتي
الحرب مجرد لعبة فيديو بي اس فايف
لها زمناً محدداً هكذا أعلن المذياع القديم
هكذا نقل العبارة رغم وشوشة خوار البقر في السماء القريبة
المطلوب أن يركض الناس
المطلوب منهم التفنن في لعبة الغميضة
لم يكن أحداً مستعداً للعب دور خطير في حلبة السيرك كهذه
وهناك شواعر يمنيات كن يكتبن عن الحبِّ ومعانقة العشيق
عن حلمة الثدي تداعبها شفرات رغوة الصابون
اليوم يكتبن عن أمهات حبالى يطلبن من الأجنة عدم الخروج من الأرحام
فالوضع ليس مناسب لإقامة طقوس الختان
الناس نسيت كيف ترقص وماذا ستغني؟
بعد أن أكلت الأرضة حرف الحاء من كلمة حلم
يسال أحدهم صديقه : هل إستلمت حصتك كيسا من النار وكرتونا من الحرائق؟
كي تنثرها على سقف بيتك ثم تصب من الميزاب تغتسل بها أجساد أطفالك وتدهن بها زوجتك
وقنينة من الدموع توصي جارك أن يسقيها شجرة التين الشوكي التي ستنمو على قبرك.
تحاول الأروح تسلق السماء
ترفسها الملائكة كون الرئة اليسرى بيضاء فاقع لونها ومرعب بسبب الإفراط في تدخين السجائر والمعسل
والرئة اليسرى أصابتها السمنة المفرطة بسبب غازات غير معروفة المصدر.
الأطفال لهم خيالهم الخاص
يظنون أن الكواكب السماوية المدورة بسكويت أبو ولد
يتسابقون لتسلق الجدران
يمدون أيْديَهم إلى صدر السماء
يعودون لبيوتهم يحملون أيدهم وأرجلهم في أكياس بلاستيكية غير نظيفة عثروا عليها في المزابل
تسارع الأمهات لعد الأسنان اللبنية المتبقية
وإلتقاط الأسنان المكسورة وحفظها في صناديق صغيرة وزعتها قوات التحالف لهذه المناسبة،
ثم يلتقطن صوراً للحادثة ونشرها على الفيسبوك
مع مناشدة للجامعة العربية بإنزال مظلي عاجل لتوفير أكياس بلاستيكية نظيفة توزع على الأطفال مجاناً.
***
يلتقط الصورة صديقي الشاعر باسم قاسم
يكتب ” أتلاحظون
وحدنا
نتدرّب على طقوس
القيامة
مثابرين ..!”
إيقنت أن أبواب الحزن السبعة إنفتحت لتلتهم الشعراء
إعذريني ياعشيقتي لن تكوني في هذا النص
لن أسرد ذكريات ليالي الجنس والخمر والقصائد الغرامية
لن أتحدث عن نهديكِ وأسرار جغرافيا أنوثتك
لن أعاتبك على هجري وليس لدي وقتاً لسماع مبرارتكِ
الحربُ شربت الأعضاء التناسلية للأجنة في بطون أمهاتهم
يولدون لا ذكور ..لا إناث
يخرجون في اليوم السابع في مظاهرات مليونية
يهتف الشعب ( نريد نظاماً وجيشاً يضمن لنا قبوراً ًلها معالم واضحة بعد الممات)
يوضح ناطق حقوقي لم يؤجر حباله الصوتية للقناتي الجزيرة والعربية
يقول : (الناس تريد قبوراً عليها توبيكات آيات قرآنيه مزخرفه، عليها مقولات شهيرة لأولياء الله)
الأطفال يدعون الله أن يرسل لهم ولياً صالحاً وله كرامات كأبن علوان والجيلاني،
طويل القامة وله كتفاً عريضاً وشاهقاً بمساحة واسعة
تكفيهم للرقص
ومصافحة النجوم المبتسمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق