العدد 3 لسنة 2016
الى شهداء العراق
للشاعر العراقي جعفر الخطاط
مُذ كُنتُ طفلاً رَحَى الأيامِ تُطعمني ..
مِنْ حِنطةِ الموتِ خُبزاً أسمهُ ( وَطني ) ..
وَ أرضَعَتني نهودُ النخلِ مِن دَمِها ..
حَتّى مَضغتُ رَحيقَ الموتِ باللبنِ ..
حَتّى مَضغتُ رَحيقَ الموتِ باللبنِ ..
وَ قَمَّطتني مَنايا الدَهرِ مِن سَعَفٍ ..
وَ خَبَّأتْ مِن قَماطِ المَهدِ في كَفني ..
وَ خَبَّأتْ مِن قَماطِ المَهدِ في كَفني ..
ألوكُ بالموتِ حَتّى ذقتُ أصْعَبَهُ ..
وَ ما شَبِعتُ لِهذا اليومِ مِنْ مِحَني ..
وَ ما شَبِعتُ لِهذا اليومِ مِنْ مِحَني ..
فَصِرتُ وَ الموت نَحبو في طفولَتِنا ..
وَ صِرتُ ألهو و يَلهو الموتُ في زَمني ..
وَ صِرتُ ألهو و يَلهو الموتُ في زَمني ..
أنامُ وَ الرُعبُ يَغفو في مُخيلتي ..
وَ صوتُ بارودِ تلكَ الحربِ في أذُني ..
وَ صوتُ بارودِ تلكَ الحربِ في أذُني ..
فَيَستَطيبُ مَنامي في سَواتِرهـــا ..
وَ ما سَلوتُ طيوفَ الحَربِ عَن وَسني ..
وَ ما سَلوتُ طيوفَ الحَربِ عَن وَسني ..
حَلمتُ يَوماً كأنّي بينَ مَدرَستي ..
لكنَّها قبلَ هذا الحلمِ لَمْ تَكُـــنِ ..
لكنَّها قبلَ هذا الحلمِ لَمْ تَكُـــنِ ..
أسماءُ صَفّي بِحبرِ الموتِ أقرَؤها ..
فَهُم مَضوا قبلَ هذا الطيفِ للكَفنِ ..
فَهُم مَضوا قبلَ هذا الطيفِ للكَفنِ ..
ذا دونَ رَأسٍ كأنّي في مَقابِرِهِم ..
ذا ماتَ سِرَّاً ، وَ ذي ماتتْ على علنِ ..
ذا ماتَ سِرَّاً ، وَ ذي ماتتْ على علنِ ..
وَ صِرتُ أنجَحُ عامَاً بَعدَ سَابِقِهِ ..
وَ كمْ تَمنّيتُ أن أمضي الى السِنَنِ ..
وَ كمْ تَمنّيتُ أن أمضي الى السِنَنِ ..
فَكفُّ أمّيَ مَلّتْ مِنْ مُوَادَعتي ..
وَ صوتُ زَغرودةِ التَوديعِ أتعَبَني ..
وَ صوتُ زَغرودةِ التَوديعِ أتعَبَني ..
وَ تِلكَ أختيَ قَدْ حَلّتْ ضَفَائِرَها ..
وَ وَالدي كفْكَفَ العينينِ مِنْ وَهنِ ..
وَ وَالدي كفْكَفَ العينينِ مِنْ وَهنِ ..
وَ ثوبُ عرسِ فَتاتي كانَ مَطْلَبُهُ ..
أن أوهبَ الروحَ يا لَهفي على الثَمنِ ..
أن أوهبَ الروحَ يا لَهفي على الثَمنِ ..
وَ جرفُ دجلةَ قد أرخى مَراكِبَهُ ..
وَ أوهمَ النَورسَ المجروحَ مِنْ حَزَني ..
وَ أوهمَ النَورسَ المجروحَ مِنْ حَزَني ..
وَ صِرتُ أطلب مَوتاً ليتَ يَأخذني ..
وَ كمْ تَمنّيتُ أن أغفو على كفَني ..
وَ كمْ تَمنّيتُ أن أغفو على كفَني ..
تَقبَّلوني شَهيداً صحتُ في حُلمي ..
وَ دّوّنوا حَرفيَ المَملوءَ بالشَجنِ ..
وَ دّوّنوا حَرفيَ المَملوءَ بالشَجنِ ..
وَ في مَسافةِ قَبْــرٍ رُحتُ أكتُبُها ..
( وَهَبتُ عُمريَ بينَ الحلمِ للوَطنِ )..
( وَهَبتُ عُمريَ بينَ الحلمِ للوَطنِ )..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق